الكثير منِّا يخلط بين الاحترام وحُسن الاستماع والإنصات ليس لأنك معجب ومحب حد الثمالة ولكن لأنه من الأداب العامة المتعارف عليها فربما تختلف مع المتحدث في كل شيء، ولكن من الذوق وحسن الخلق الاستماع وهذه أبسط حقوق النَّاس على بعضهم البعض.
ليس مهماً أن تظهر حبًا لي وتجعل من نفسك معجباً تتابع سكناتي قبل (شطحاتي) ثم تغفر كل ذلك كمحب عاشق ليس هذا ولن يكون.
هناك من يُتابعك لا محبة ولا إعجاباً إنما تصيدا لما قد تقع فيه من زلات وأخطاء ثم يبدأ يكيل لك كل ما علمه أو سمعه سوى وافق شيئاً في نفسه أو زاد عليه بغية الظهور بأنّه مخالف لا يعجبه توجهك، وعليه دون غيره أن يردك ردا غير جميل لما يظنه ويعتقده ويحسبه والله حسيبه.
أحبتي ليس مطلوباً أن تكتب شعرا وتتكرم نثرا بالثناء.
عليك فقط وهذا واجب أن تُراعي وتقدر ماقد يُثير نفس راضية أبلغ همها أن تظهر الحد الأدنى من الاحترام لها ولمن تختلف معه.
الحياة لن تستقيم وأنت تتخذ كل هذه الضدية وتقف معارضًا حتى لمن عاش في زمان جدك وأبيك ستجد نفسك يوماً معزولا تتحدث مع نفسك أن تقبلتك هي الأخرى.
غالبًا نختم أحاديثنا بكفارة المجلس ثم نجلس ونجلس بعد ذلك ونُكرر ما قيل غيبة ونميمة وكأن كفارة مجلسنا السابق تعطينا الحق في أن نتجاوز مرة أخرى فلا نحن انتهينا ولانحن اكتفينا بكفارة مجلسنا العامر.
أنا أكرهك تسمعها أحياناً تلميحًا أو تصريحاً مباشراً فعليك أن تعلم يا من تحب أو تكره أنك غير ملزم بهذه أو تلك البشرية لم ولن تجمع حتى يومنا هذا على شخص يجمع الناس حوله ويقول ها أنا ذا أيها المرجفون.
المشاعر الإنسانية ستظل ملازمة لك أينما وطأت قدماك أرض الله هذه ليست لك ولي ولكنك تستطيع أن تتحكم في مشاعرك سلبا أو إيجاباً، فلست مجبرًا أن تظهر كل هذا الحقد على إنسان لمجرد أن اختلفت معه أو لديك تصور شخصي بأنَّه يخالفك الرأي.
وهل خلقنا الله صورا متشابهة لا روح فيها؟
امنح نفسك مساحة من التسامح تتقبل فيها ما قد يصلك من عتاب أو نقد أو تجريح وخذ منه ما يعينك على رؤية طرف آخر قد يضيء لك طريقًا لم تعهده ولو كان الجميع يصفق لك.
يقول أحدهم توفي والدي ولم تأتِ فقلت له كفاك الله حزن أبيك وأشغلك بغيرك حتى ترد له ألم فراقه كم أنت صغير في عين هذه الدنيا تعيش فراق من تُحب وتهمس للآخرين من أنتم.
ومضة:
اذهب بعيدًا كما تشاء على ألا تكون قريباً يضمر شرًا يكفي كل من حولك.