مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح العالم كقرية صغيرة نعرف مايجري ومايحدث فيها على مدار الساعة واليوم . البعض عندما يشاهد منظرا أو يقرأ موضوعًا أو يشاهد صورةً يتبادر إلى ذهنه أنها تعنيه. لماذا التحسس من كتابات بعض الناس سواء في الصحف او في وسائل التواصل الاجتماعي؟ البعض عندما يطالع مقالة او موضوعًا فإنه يتبادر إلى ذهنه أن هذا الكلام يعنيه ويخصه فيظن ظن السوء بهذا الكاتب وأن هذا الكلام يعنيه. البعض يشن هجومًا في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة على مثل هذه المواضيع وكان الاجدر بهم ان يتدبروا قول الله تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12} وقد فسر ابن كثير الظن المنهي عنه بالتهمة والتخون للناس في غير محله، وذكر قول عمر رضي الله عنه: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا، وأنت تجد لها في الخير محملا. وذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما: قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وأن يظن به إلا خيرا. رواه ابن ماجه. انتهى. البعض تغلغل الحسد والحقد في قلبه فيربط مايُكتب على نفسه فيشعر بتفاهة نفسه وكان الاجدر به ان يفهم ان مايكتب لايخصه وحده بل هو عام للجميع . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد خطأ في بعض أفعال أو أقوال صحابته‘ يصعد المنبر فيحمد الله ويثني عليه ثم يقول:(مابال أقوام يفعلون كذا وكذا). وقدنهى رسولنا الكريم عن سوء الظن بالاخرين (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ). عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ : قُلْتُ : يَارَسُولَ اللهِ ، مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ. ((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)). انتشرت العداوات والبغضاء بين الناس بسبب سوء الظن وبسبب الحسد والحقد والغيرة نعوذ بالله من ذلك. نسال الله ان يطهر قلوبنا من سوء الظن.
بقلم إبراهيم النعمي
المشاهدات : 42958
التعليقات: 0