السبت, 21 جمادى الأول 1446 هجريا, 23 نوفمبر 2024 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم السبت, 21 جمادى الأول 1446هـ

الفجر
05:21 ص
الشروق
06:43 ص
الظهر
12:08 م
العصر
03:12 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م

الموجز الأخبار ي »»

المشاهدات : 91413
التعليقات: 0

مذكرة أدبية ١٤٠٣هـ

مذكرة أدبية ١٤٠٣هـ
https://www.alshaamal.com/?p=185743

عبق أوراق الصحف داخل المنزل ، وتكدُسها في حجرة المعيشة وبين الكتب الدراسية وعلى أرفف المكتبة وبجانب التلفاز وفوق دولاب الملابس وتحت السرير وداخل أدراج المطبخ ، وأمي تصرخ من كثرة عددها الذي يعبث بنظافة المنزل ، مهددة لنا ، إما أن نتخلص منها بسلّة المهملات ، أو يتحول مصيرها من صحيفة محترمة إلى سفرة طعام ، نتناول عليها الغذاء والعشاء..
.
كان عام ١٤٠٣هـ – ١٩٨٣م بداية التعلق وعشق القراءة وفضول لما يحدث في العالم الخارجي من أحداث.
.
لديّ أخ ( خالد الأثر و الذِكر) جعلني أُقدّس الصحف والمجلات وأنا في الحادية عشرة من العمر ، رغم سني الصغير ؛ بسبب طريقة احتفائه بها ، يعود من دراسته كل يوم محملاً بالصحف المتنوعة :الشرق الأوسط وعكاظ والمدينة ، والمجلات الأسبوعية : اليمامة والمجلة وسيدتي ..
يضعها على الأرض وسط صالة منزلنا ويشرع في قراءتها ، ينسجم وينسى كل ما حوله ، قرابة الساعتين..
.
هذا الوضع حرك بداخلي فضول القراءة وجعلني أتعلم القراءة بسرعة ، كنت أجلس على مقربة منه ، فما أن ينتهي من صحيفة ويضعها بجانبه ، حتى أنقض عليها..
بينما كنتُ أخصص وقت المساء بعد التاسعة لتصفح المجلات ..
.
وقت الظهيرة للصحف ، أحبُ دائماً أن أبدأ بالصفحة الأخيرة ، تشُدني الصفحات الأخيرة من الصحف أكثر من جاذبية عناوين وصور الصفحة الأولى ، يجب أن أبدأ بعمود صباح الخير لعملاقيّ المقال جهاد الخازن وعبدالله باجبير في صحيفة الشرق الأوسط وأعرّجُ على زاوية سمير عطا الله ، فهم يمزجون السياسة بالأدب والثقافة بالحدث ، وما أن أنتهي منهم حتى أعود لصفحة أخبار السياسة العالمية والاقتصاد ..
.
ولا أنسى ملحق صحيفة المدينة الثقافي (الأربعاء) ، الذي كان يزخر بكل الاطروحات الأدبية والتشكيلية والفنية ، على يد مؤسّسيها علي و عثمان حافظ ، فمن خلال الملحق الثقافي تعرفت على الفنون الأدبية بأنواعها من شعر ونثر في الوطن العربي وداخل المملكة ، وجذبني رسومات الفنان التشكيلي عزيز ضياء وفخامة انتاجه ..
.
لاسم الكاتب أحمد عبدالغفور عطار وقع كبير في نفسي بمجرد مشاهدته يعتلي صحيفة عكاظ كمؤسس لها ، فهو يتميز بأسلوب عبقري في كتاباته ، كانت عكاظ مسرح كبير للأحداث المحلية ، من خلالها نتعرف على مايحدث من أحداث وتطورات داخل المملكة ، بينما ملحقها الرياضي مليء بشغف ، لأخبار وصور الأندية الغربية : الأهلي والاتحاد والوحدة وأحد..
.
ومع كل هذا الاندماج بين الصحف والقراءة ، تنقض أمي الغالية على إحدى الصحف كي تضعها سفرة لطعام الغذاء ، نتطاير أنا وأخي لنأخذ منها العدد الجديد ونجلب لها عدداً قديماً عوضاً عنه..
.
لا بأس أن نأكل ونقرأ في ذات الوقت لتغذية العقول والبطون ..

 

بقلم / أحلام أحمد بكري
مدينة / جازان

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>