على هامش زيارة أعضاء ملتقى ابجديات الحروف لمتحف الدكتور علي عواجي عريشي وضمن سلسلة لقاءاتنا وحواراتنا مع نخبة من المتميزين والمبدعين في مجتمعنا المحلي يسرصحيفة “الشمال” أن تلتقي بالخطاط والفنان التشكيلي الاستاذ عبدالله النعمان
فأهلا وسهلا ومرحبا:
نبذة عن حياتك العلمية والعملية؟
إلتحقت بابتدائية أحمد بن حنبل بمركز الشقيري، ثم بعد أن أكملت المرحلة المتوسطة إلتحقت بمعهد التربية الفنية بالرياض، وأصبحت بعدها معلمًا لمادة التربية الفنية لأكثر من ثلاثين عامًا بمدرسة الجهو الابتدائية والمتوسطة، وتخللت فترة الدراسة والعمل العديد من الدورات في مجال الخط العربي والتصوير التشكيلي.
من أين كانت بدايتك في عالم الريشة والألوان؟
كانت البداية منذ أن كنت طالبًا في المرحلة المتوسطة؛ حينما أكتشف معلم التربية الفنية موهبتي في الرسم والخط؛ وعمل معي على تنميتها وإبراز أعمالي داخل المدرسة وخارجها، وتنامت أكثر هذه الموهبة بحمد الله عندما ألتحقت بمعهد التربية الفنية الذي رسم لي طريق الإبداع أمامي وجعلني أستقي المعرفة من كادر تعليمي متمكن في مجالات كثر، الوالدان وأخوتي كانوا جنبًا إلى جنب مع معلميني في تشجيعي في بداية الأمر، ولاحقًا زوجتي التي كانت ولا زالت هي الداعم لي والمحفز في مسيرتي الفنية.
هنالك عدَّة ُ مدارس في الرسم : كالتجريديَّة والتكعيبيَّة والسرياليَّة والكلاسيكيَّة والتقليديَّة .. إلخ… لأيَّ مدرسة تنتمي ولماذا ؟
لوحاتي تشكلت في غالبية المدارس الفنية، فلا تخلوا بعضها من السريالية وأخرى في التجريدية، ومع تعدد اللوحات والمدارس إلا أني أجد نفسي تنتمي للمدرسة الواقعية التي حاولت فيها أن أبرز تضاريس منطقتي وعادات المجتمع فيها وطبيعة الإنسان الجازاني، ولا يخفى عليكم أني برزت في مجالات أخرى غير التصوير التشكيلي، فأنا أجد نفسي أيضًا في فن الديكور والنجارة وعشقي لصناعة المجسمات وخاصة التي أعملها بخامة الفلين.
في حياة كل كاتب أو فنان تشكيلي شخصية عالمية تعجبه أعماله ويتمنى أن يكون مثله، من هو هذا الفنان استاذ عبدالله النعمان ؟
خليل حسن خليل هو الفنان التشكيلي السعودي العالمي الذي أحببت أعماله منذ بداياتي، وتأثرت بطريقته وتقنيته الدقيقة في توزيع الألوان، وبموهبته الفريدة التي يلتقط فيها لوحاته من الواقع الحياتي.
بين الفن التشكيلي والخط العربي اتجه عبدالله النعمان إلى ممارسة الخط العربي لماذا اخترته دون سواه ؟
حينما وهبني الله حسن الخط لا يحتاج هذا الفن لخامات وأدوات حتى أنميه، بعكس التصوير التشكيلي الذي يتطلب خامات تساهم في تطوير هذه الموهبة ولما كانت عليه بيئتي المتواضعة، تنامت موهبة الخط في فترات كنت أكتب فيها بالساعات، ووجدت المعلمين الماهرين بالخط الذي عودوا يدي على مسك القلم وكتابة الحرف بالرسم الصحيح.
هل هنالك مواضيع معيَّنة تعالجُها في رسوماتِكَ ؟
حاولت جاهدًا نقل صورة عن بيئتي المحيطة، فالأدوات التراثية وبعض عادات المجتمع حاضرة بقوة، كما أن بعض قضايا المجتمع والأحداث كانت محفزة ومتصدرة عناوين لوحاتي.
رصيدُكَ من الأعمال واللوحات التي أنجزتها ؟
يصعب الحصر فهناك أعمال كانت لمشاركات بعيدة، وأعمال فائزة يتوجب علي الإستغناء عنها، لكني أملك أعمال ومخطوطات بالعشرات، وأنا حاضرٌ تقريبًا في جل المعارض الفنية بالمنطقة ولي رصيد لا يستهان به من الأعمال والمساهمات في المعارض التشكيلية والورش المهنية، ففي المناسبات الوطنية وكرنفالات جازان والجنادرية ولجان التنمية الاجتماعية حاضر باستمرار، وفي معارض جمعية جسفت السعودية وجمعية الثقافة والفنون كانت لي بصمة وعلى موعد معهم بتنظيم معرض خاص بأعمالي.
رأيُكَ في مستوى الفنِّ التشكيلي والخط محليًّا ومقارنة مع المستوى خارج البلاد ؟
الفن التشكيلي والخط العربي الإهتمام بهما موجود منذ زمن، ولكن كان على استحياء ومتواضع بدرجة كبيرة، ومع راسم الرؤية وعراب التطور وداعم المبدعين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ زاد الإهتمام بجميع المجالات عامة والخط العربي والفن التشكيلي خاصة في بلادنا الحبيبة، فزادت المراكز الفنية والمعارض التشكيلية وأصبح الفنان السعودي يشار له بالبنان، وقادر على إيصال أعماله للعالمية بيسر وسهولة.
الخطاطون والفنانون التشكيليون الذين تأثَّرتَ بهم وكان لهم بصماتٌ ودورٌ في مسيرتِكَ الفنيَّةِ : محليًّا وعربيًّا وعالميًّا ؟
كما ذكرت سابقًا بأن الفنان خليل حسن خليل كان له التأثير الغير مباشر على أعمالي التشكيلية، وفي مجال الخط العربي تأثرت بالعديد منهم ولكن أبرزهم ومن درست على يديه التناغم بالحرف هو خطاط الكعبة المشرفة المبدع الأستاذ مختار عالم حفظه الله.
هل شارك الفنان عبدالله النعمان بأعماله الفنية خارج المنطقة ؟ وأين كانت؟
نعم، وكان آخرها في فعاليات “ملتقى ليالي خليجية” في دورته الأولى والثالثة بجمهورية مصر العربية تحت رعاية مركز كيمبريدج، وبمعرض “حديث العزلة” بالمملكة الأردنية الهاشمية.
بصفتِكَ خطاط وفنان تشكيلي مخضرم ولكَ تجربة ٌ طويلة وغنيَّة في هذا المجال بماذا تنصح المبتدئين وحديثي العهد في هذا المجال والذين ما زالوا في مرحلةِ الدراسة والتعليم ؟
نصيحتي أولاً وثانياً وعاشراً للكل بالممارسة الشبه يوميه لكل المجالات وخاصة الخط العربي، فكثير من الأسماء البارزة في هذا المجال يمارسون يومياً الخط لأربع ساعات على الأقل ليصبحوا متمكنين في كتابة الحرف بالصورة الصحيحة، وأن ينمي أصحاب الموهبة في الرسم موهبتهم ويصاحبوا أصحاب الخبرة ليوجهوهم ويساعدهم على الرقي بتلك الملكة والموهبة.
هل هواية ومهنة الخط والفنّ التشكيلي ( الرسم ) تعتمد على الموهبة قبل كلِّ شيىء وبعدها تأتي الدراسة لصقل ولتطوير هذه الموهبة .. أم أن كلَّ إنسان وكل شخص يستطيع وبإمكانه أن يكون خطاطا ورسَّاما إذا درسَ موضوع الخط والفن التشكيلي في معهد أو كليَّة ؟
أرى أن الموهبة وحب المجال أساس قبل الدراسة، فالدراسة توجه الموهوب نحو الطريق الصحيح في التعامل مع الخامات والأدوات وتوزيع العناصر والعمل تحت معرفة ودراية، بمعنى أن الدارسة تكمل الموهبة.
كلمة للإعلاميين والصحفيين ؟
أرجو من الإعلاميين الكرام والصحفيين الأفاضل أن يهتموا بإبراز ساحة الفن التشكيلي في المملكة بشكل عام وبمبدعي جازان بشكل خاص، وأن يمسكوا بيد الناشئة الموهوبين في الخط والرسم ويشجعوهم على الإستمرار في تنمية موهبتهم.
كلمة لصحيفة “الشمال”
الشكر للقائمين على هذه الصحيفة على ما يقدموه الفن التشكيلي و على دعمهم اللامحدود للفنانين وإبراز موهبتهم للعامة.
