أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في الرياض اليوم، اللمحة العامة للعمل الإنساني (GHO) 2023م، بالتعاون مع جامعة الملك سعود، ومشاركة الاتحاد الأوروبي، حيث تعد اللمحة خطة عالمية تهدف إلى عرض الاحتياجات الإنسانية والموارد اللازمة لتلبية الاستجابة لها، وإيصال أصوات الأشخاص المتضررين لاسيما النساء والفتيات، وتشجيع شركاء الأمم المتحدة على المساهمة أكثر بالعمليات الإنسانية.
وألقى معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة الكلمة الافتتاحية في المناسبة، رحب فيها بأصحاب السمو والمعالي والحضور، مبيناً أن هذا الحدث يعد واحداً من ثلاثة أحداث متتالية لإطلاق اللمحة العامة عن العمل الإنساني العالمي لعام 2023، بهدف تسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية، وتطوير نُهَج شاملة ومتكاملة لتقديم المساعدات الإنسانية، ومناقشة سبل تعزيز مشاركة المتضررين من الأزمات والعاملين في المجال الإنساني المحليين، والشركاء من المنظمات غير الحكومية في تنفيذ العمليات الإنسانية على الصعيد العالمي، مضيفا أن هذه الجوانب مرتبطة جميعها بالتعامل الفعال مع أزمة انعدام الأمن الغذائي العالمية.واستعرض معاليه التحديات الماثلة أمام وصول المساعدات الغذائية إلى مستحقيها، موضحاً أن إعاقة وصول المساعدات في مناطق الأزمات يعد أحد تلك التحديات، فقد يتم إيقافها أو سرقتها أو حتى تدميرها قبل أن تصل إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، مؤكداً على أهمية تعاون المنظمات الإنسانية مع السلطات الإقليمية والقُطرية لضمان الوصول الآمن للمساعدات، مع توفير الحماية للعاملين على إيصالها.وبيّن الدكتور الربيعة أن المملكة العربية السعودية قدمت على مدى العقدين الماضيين 95 مليار دولار أمريكي لدعم المشاريع الإنسانية والتنموية في 164 دولة، مؤكداً أنه يمكننا بالتكاتف والعمل معاً أن نعالج القضايا الملحة التي تواجه العالم اليوم على نطاق واسع لنحوّل الألم والمعاناة إلى أمل واكتفاء.
وقال معالي نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي في كلمته:” إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله -، تشهد تطورًا مستمرًا في إطار تنفيذ رؤيتها الطموحة 2030 مرتكزها الإنسان، وينعكس ذلك في الأهمية التي توليها المملكة لتعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، بما في ذلك السعي للقضاء على الفقر وإيصال المساعدات للمحتاجين.
وأضاف ” خلال ما يمر به العالم من أزمات متتالية، اهتمت المملكة على المستوى الإقليمي والدولي بقيادة وتمكين العمل الإنساني في إطار رئاستها لمجموعة كبار المانحين للمساعدات الإنسانية، حيث تمكنت من توحيد الجهود الدولية لمواجهة الاحتياج الإنساني عبر تقديم مساعدات متنوعة تدعم المجال الإنساني والإغاثي، ستضل المملكة سباقه في دعمها لجميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى رفع المعاناة عن الفئات والمجتمعات الأكثر احتياجًا”.
من جانبه أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس أن عام 2022م كان عامًا فيه الكثير من التحديات بعد أن سببت الصراعات المعاناة لملايين الأشخاص، وأدت الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم أزمة الغذاء والطاقة العالمية، وأخذت الأمراض من الكوليرا إلى جائحة كورونا الأرواح ومزقت الاقتصادات حول العالم، مؤكداً أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني ارتقوا إلى مستوى التحدي؛ من أجل المساعدة في دعم وحماية 157 مليون شخص حول العالم. وقال غوتيريس إن الأمم المتحدة قدمت ??أكثر من 2 مليار دولار أمريكي كمساعدات نقدية، كما قدّم المانحون ما يقارب 24 مليار دولار أمريكي، مبيناً أن الاحتياجات ما زالت تتجاوز قدر الإنفاق الأمر الذي أدى إلى حدوث فجوة تمويلية بنسبة 60%.
وأردف أن حوالي 339 مليون شخص سيحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والحماية في عام 2023 حسب التوقعات، مفيداً أن اللمحة العامة الإنسانية العالمية لعام 2023 تدعو إلى تقديم 51.5 مليار دولار أمريكي؛ لتقديم الدعم المنقذ للحياة إلى 230 مليون من الأشخاص الأكثر ضعفاً، مضيفاً أن تمويل العمليات الانسانية المنقذة للأرواح هو مصدر أمل لملايين الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة.
من جهتها أوضحت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ جويس مسويا أن العالم يعيش أكبر أزمة غذاء في التاريخ، مبينة أن أكثر من مليون شخص يواجهون المجاعة حول العالم.عقب ذلك عُقدت حلقة نقاش تفاعلية بعنوان “الأمن الغذائي العالمي، والصراعات الدبلوماسية الإنسانية.. مشهد إنساني متطور”، شارك فيها معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة، ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، كما شارك فيها عبر الاتصال المرئي المدير التنفيذي لليونيسف كاثرين راسل، والأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي جان إيغلاند.
وجرى خلال الحلقة بحث سبل التصدي لأزمة انعدام الأمن الغذائي العالمية المتزايدة، وكيفية ضمان وصول أفضل للمساعدات الإنسانية، كما تم التأكيد على المسؤولية المشتركة لجميع أصحاب المصلحة، وأهمية تعزيز الدبلوماسية الإنسانية.
ثم ألقت مديرة إدارة الشراكات والعلاقات الدولية بمركز الملك سلمان للإغاثة الدكتورة هناء عمر الكلمة الختامية للحدث قدمت فيها الشكر للمشاركين في هذه المناسبة، مؤكدة أن هذا الحوار المستنير والمفيد سيساعد بالمضي قدماً في مكافحة انعدام الأمن الغذائي، كما يعكس قوة ما يمكن تحقيقه عندما نتعاون معاً.يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق اللمحة في منطقة الشرق الأوسط، إذ كانت تطلق سابقاً من عدة مدن عالمية مثل: (لندن ونيويورك وستوكهولم وجنيف وبروكسل وواشنطن)، فيما استضاف الحدث هذا العام ثلاث مدن هي: (الرياض، وجنيف، وأديس أبابا).
محليات