خلال السنوات الماضية برز إلى الواجهة نظام “الصيام المتقطع”، الذي وصفه البعض بأنه “أحد أكثر الأنظمة الغذائية فائدة”، إلا أن البعض لا يزال يشكك في مفعوله.
هذا الاتجاه عزّزته نتائج دراسة أجريت أخيراً، وأظهرت أن الصيام المتقطع يمكن أن يؤدي للتعافي من داء السكري من النوع 2، لكن رغم التأييد الذي يحظى به، فإن هناك فئة من الناس تعتبر أنه “مبني على معلومات غير دقيقة”.
ونقلت “سكاي نيوز عربية” عن طبيبة الغدد والسكري، باولا عطاالله؛ قولها إن “الصيام المتقطع ليس حمية غذائية يتم الالتزام بها لفترة من الزمن، بل نمط حياة وطريقة لجدولة مواعيد تناول الطعام”.
وأوضحت عطاالله؛ أنه “في حين تركز معظم الأنظمة الغذائية على ما نتناوله، يتمحور نظام الصيام المتقطع حول وقت تناول الطعام، لكنه لا يشمل التوقف عن شرب الماء”.
وبحسب عطاالله؛ وهي الرئيسة السابقة للجمعية اللبنانية لأمراض الغدد والسكري والدهنيات، فإن هناك طرقاً متعددة لاتباع نظام “الصيام المتقطع”، من بينها -على سبيل المثال-، تناول الطعام كالمعتاد خلال 5 أيام من الأسبوع، باستثناء يومين يقتصر فيهما الطعام على وجبة تحتوي على 500 سعرة حرارية.
وأوضحت أن من بين فوائده المساعدة في عملية إنقاص الوزن ومحاربة السمنة، وتحسين مستويات ضغط الدم وصحة القلب، من خلال تقليل مستوى الكوليسترول والدهون.
ويساعد هذا النوع في التعافي من داء السكري من النوع 2، مثله مثل عديدٍ من الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الطعام الصحي وممارسة الرياضة، وذلك في حال بدأت المعالجة في وقتٍ مبكرٍ من الإصابة وليس بعد مرور 10 سنوات مثلاً.
وشدّدت عطاالله؛ على ضرورة استشارة الطبيب المختص، إذ يوجد أفرادٌ يجب ألا يتبعوا “الصيام المتقطع”، مثل الحامل أو حتى مرضى السكري من النوع الأول.
من جانبها، قالت مؤسسة ومديرة LowCal The Diet Clinic، لانا فايد؛ إن “فكرة الصيام المتقطع تتمثل في السماح لمستويات الأنسولين بالهبوط بدرجة كافية ولوقتٍ كافٍ، للتمكن من حرق الدهون لدى الفرد”.
وأشارت إلى أن الدراسات “أثبتت أن هذا النظام مفيدٌ تماماً، كالأنظمة الغذائية التي تعتمد على تناول كميات أقل من السعرات الحرارية بشكلٍ يومي”.
ولفتت فايد؛ الى أن الأفراد الذين يتبعون نظام “الصيام المتقطع” ينقسمون إلى عدة مجموعات: مَن يحصرون مواعيد تناول الطعام خلال 8 ساعات في النهار، ليتوقف عن الأكل خلال الليل، ومجموعة أخرى تحدّد مواعيد تناول الطعام في الليل، لتكتفي بشرب السوائل خلال النهار، وفئة تتوقف عن تناول الطعام لا الشراب لمدة يومين في الأسبوع، لتعود وتتبع نظاماً غذائياً عادياً في الأيام الخمسة المتبقية.
وبحسب فايد، فإن “الصيام المتقطع يساعد الفرد على التحكم في شهيته، حيث إنه بعد ساعات من التوقف عن تناول الطعام، يستنفد الجسم مخازن السكر، ليشرع بعد ذلك في عملية حرق الدهون من أجل تلبية احتياجاته من الطاقة”، لافتة إلى أن فوائد هذا النظام تشمل “الوقاية من الالتهابات في الجسم”.