قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ
ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ
حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ
لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ..
.
تجول بخاطري أبيات الشاعر الأموي ربيعه بن عامر والمعروف بلقب (مسكين الدارمي) عن العباءة السوداء بعد أن أشتكى له تاجر عراقي يبيع العباءات النسائية بأن كل العباءات الملونة تم شرائها ولم يتبقى منها سوى العباءات ذات اللون الأسود ..
النساء في العراق لا يرغبن بشراء العباءة السوداء لكآبة اللون ولتشائمهن منه لأنه لون الحُزن ورمزاً له ، فأنشد الدارمي هذه الأبيات التي أنتشرت بين أوساط العراقيات ؛ ليتهافتن بعد سماع الأبيات على شراء العباءات السوداء من التاجر حتى نفذت بضاعته..
.
إذا كان الشاعر -مسكين الدارمي – بأبياته الرقيقة سوّق للتاجر بضاعته ؛ فالأجدر بنا تسويق الالتزام بلبسها وعدم خلعها لأنها من وجهة نظري هي هويّة المراءة العربية المسلمة منذُ القِدم ، فكيف بها الآن وهي سمة ورمز وفخر وهويّة المراءة السعودية منذُ تأسيس مملكتنا الغالية ..
.
ما أشاهده الآن في الأماكن العامة داخل مملكتنا الحبيبة من تخلي الصبايا الفاتنات السعوديات من الجيل الجديد عن العباءة ، أيّاً كان لونها ، واستبدالها بالملابس الغريبة والدخيلة على مجتمعنا ، كالجاكيت والمعاطف والشال ، ولربما ألمحُ بعض الفتيات يكتفين بلبسهن الأساسي البلايز والبنطال بكل أنواعه مع تحرر الشعر واطلاقه ووضع كافة الأصباغ والزينة ؛ حتى لتبدوا لي هذه الفتاة كأنها قادمة من دولة أجنبيّة وليست فتاة سعودية ..
.
أصبحنا نحن – جيل الطيبين – كما يطلقون علينا ؛ النُدرة و النكرة والمُلفتات للنظر في الأماكن العامة بالتزامنا بلبس العباءة ومحافظتنا عليها..
.
العباءة العربية السعودية ، مطلباً دينياً قبل كل شيء ورمزاً اجتماعياً وهويةً وطنية ، لنحافظ عليها في خضم المتغيرات السريعة لهذا الكوكب المخيف..
الكاتبة / أحلام أحمد بكري
المدينة / جازان