الشاعر العربي من أول الأزمان وهو رائد قومه، وبوقها الاعلامي في زمن لم يكن لوسائل التطبيقات الاجتماعية وجود، وكان سلاحه الوحيد ولازال الكلمة والكلمة فقط.
والشاعر الكبير بن عوجان في قصيدته ” أحزان ” يستفيض به الحزن ويشتكي تأريخ منسي ولكن التأريخ لا ينس قوانينه ولا دروسه على مر الأزمان ولعل ذلك هو سبب حزن الشاعر و انثيال أبيات الحكمة
كالجرس للأيام، وكما أبدع الشاعر شعره أبدع الناقد مفلح الثبيتي في الحديث على ضفافها والسباحة في معانيها وفتح بعض مغاليقها للقارئ.
فإلى القصيدة؛
أنا لو مالحزن ينتابني ماكان جاب اقصاي
ولا اصبحت الحزين اللي على حزنه بنى سوره
قريت الحزن بأنواعه سمعته مثل صوت الناي
عصافير الشجن تشدو على صفحات ( الاسطوره )
قريته يا ( فهد ) وانهلّت دموعي وزاد بكاي
وْغديت أدله مع انواع الحزن وأناظر الصوره
جلست أتأمّل القصه جلست استدرك بمعناي
جلست أسأل سؤال اللي كتب شعره من شعوره
لماذا ( جدّتَك ) لم تدعو ( ديانا ) لشرْب الشاي ؟
لماذا بدّدت حلم ( السفير ) وْلا اسمعت شوره ؟
تبي اتقول إلك جاه الموت لولا الله ثم لولاي
ولكن لا تصدّق ما تقول وْقول مشكوره
وأنا ابضحك لو الحزْن اقتفى ممشاه أثر ممشاي
وأبقبل للرياح اللي من الأحزان مسعوره
ولوّ إنّ الحزن من ضحكتي ملّ وْملى دنياي
وْغشتني عتمة أحزانه وعشت بحزن ديجوره
أبسافر مع أحزاني وأبغنّي على ليلاي
وأبزفّ لعيون الغصن الاخضر شوق عصفوره
أجاهد حزني بنفسي وانا المنفي إلى منفاي
إلين استسلمت نفسي لمنفى الحزن وقبوره
شعرت بشيّ ثم كوّنت شيّ وْجبت كلّ أشياي
وْكتبت اللي يدور بخاطري بالطرس وسطوره
وأنا يا دنية أحزاني حزين إنّ الحزن ويّاي
وْحزين إنّ العرب عاشت بهذا العصر مذعوره
وْحزين إنّ اللي أجلى العرْب عن غرناطه الجلّاي
وْحزين إنّ الفسوق أسقط بني الأحمر ومحظوره
وْحزين إنّ اللي أعمى المعتمد عن كلّ حزم وْراي
غرامه لإعتماد وْضعفه وْحكمه ودستوره
سياسات الدول ترفض بكشف المبهم اللي جاي
وْقيادات الحروب البارده بالقول مذكوره
وْسؤال أهْل الشفافيّه يقول إنّ الوضوح رضاي
وْجواب الدبلوماسيّين مايوضّح لك الصوره
وْسلع من عاش عمره ذلّ ما يقبل بها الشرّاي
وعيشٍ من ورى البخشيش مخزي طيلة عصوره
ألا يا مزهر الحزْن إن عزفت اوتارك بمغناي
انا اللي لو كبر حزني عزيز وْلو كبر جوره
إلى شحّ الزمن بالماي منّه ما رجيت الماي
أموت مْن العطش موت وْلا اعيش بنفس مقهوره
نجاحي يا فهد خلّى أصدقائي يصبحون عداي
وْخرج كلّ آدمي يضمر لي الأحقاد عن طوره
ذهبت بعيد خلف الحزن بأفكاري وسقت خْطاي
أنا آسف يا فهد وخْطاي مسموحه ومعذوره
عموما يا فهد جدّتْك وديانا وشرْب الشاي
لها الأثْر بنظر ( غازي ) على صفحات الاسطوره
عبدالله عوجان
،
،
،
قراءة نقدية ورؤية تحليلية بقلم الناقد مفلح الثبيتي
لقصيدة الشاعر عبدالله عوجان ( الأحزان )
نص اعادني اليه تكرارا ومرارا… تارةٍ للاستمتاع… وتارةٍ للفضول وبين التارتين.. ايمان كامل ان من خلف هذا النص شاعر.. تفوق على نفسه.. وسبق زمنه…وخُلق شاعر..
دعوني اشارككم هذا البذخ.. والسفر عبر مدنه.. والاسترخاء بمحطاته..
ولنبدأ احبتي بالمفاتيح الكامنه في
ديانا
والجده
وفهد
والضحية
وناسج المسرحية… الشاعر
بدأ النص يكشف لنا اولى اوراقه من هنا
لماذا جدتك لم تدعو ديانا لشرب الشاي
لماذا بددت حلم السفير.. ولاسمعت شوره
علامات الاستافهام هنا هي عتب وعتب كبير جدا.. لايصل للعقوق.. ولكنه طعم الموت.. البطئ
فل نسمح لأنفسنا.. ان نتعمق في الخصوصية..
فهد… هذا الاداة البريئه التي استخدمها الشاعر لم تكن إلا جزء.. من ضحية.. ربما انها متعلقه بالشخصية الاخرى
((((ديانا)))))
وهذه مركز الثقل في النص.. بل اعتقد ان كل الاحداث هنا من اجل هذه الشخصيه…
واستندت هنا على نقطتين الأولى الجده وهي المركز الثابت.. بل القانون التي تخضع له كل الاطراف.. النقطه الاخرى
(ولكن لاتصدق ماتقول وقول مشكوره)
وهذا تأكيد على الطاعة القسرية
وذهب شاعرنا بنا الى محطات اخرى لم تنفصل عن حزنه وندمه
شعرت بشي.. ثم كونت شي وجبت كل اشياي…
نقف فقط عند التلاعب اللفظي للاشاده
فكلمة شي اتت في ثلاث مواقع واختلفت في كل موقع
فشئ الاولى.. جوهريه وتخص المشاعر.. وشئ الثانية ردة فعل ملموسه.. وقد تكون معاكسه.. والثالثة دمج كامل للاولى والثانية..
وهذا دليل ان شاعرنا يملك ادوات قوية.. ومتمكن…
ونعود للنص..
فشاعرنا لازال يخبرنا انه الخاسر الاكبر… رسم ذلك في قوله
وانا يادنية احزاني حزين ان الحزن وياي..
شطر فيه عمق واي عمق..
فنظرة لنفسه لم تسقط وكبرياؤه لم ينهار.. فهو امام الكل متماسك ويتصرف بكل اريحيه.. ولايعلم احد بحزنه الاهو.. ولم يستطع التخلص من الذكريات.. والتي غلفها بقوله.. ان الحزن وياي
ولكنه حول نظرته من الحزن الخاص للعام.. فهناك ضحايا
ديانا ضحيه
فهد ضحيه
المملكة التي تضمهم ضحيه…
والدليل… حزين ان اللي اجلى العرب عن غرناطه الجلاي
…. وسقوط بني الاحمر
وأيضًا.. قصور المعتمد الفكري وسذاجة تصرفه.
كل هذه الرمزية في الشخصيات لم تخرجنا من توقعات..
منها؛
المعتمد والذي يمثل الجدة
وبني الاحمر.. ديانا…
ولن نكشف اكثر فشاعرنا.. يمر بمرحله.. صعبه.. وهي مانشبهه انهيار السلطة،
ومع كل هذا وذاك.. يرفض ا لا ستسلام.. ويمنعه البوح الا على الطرس.. وسطوره
…..
اراد شاعرنا الخروج للترويح ولرفع روحه المعنويه بقوله:
نجاحي يافهد خلى أصدقائي يصبحون اعداى
… لن نذهب مع هذا التمويه لانه فقط تنويه مؤقت في نص ملئ بالاحداث والصور والاشارات،
ولكن سننصت مع فهد لما هو قادم
عموما يافهد جدتك وديانا وشرب الشاى.
ماذا..
لازالت محفورة بين جوانحي مرسومة بعيني… محفوظة في ذاكرتي، لها الأثر بنظر (غازي) على صفحات الاسطوره.
وهذا بن عوجان….
طرح نصه.. وتركنا نتخبط بين قد وقد.
وهم الشعراء العمالقة يجيدون حبك نصوصهم.. يفعلون مايريدون ويجرمون كيفما يشاؤن… ولايتركون خلفهم دليل ادانتهم.
استمعت وربما من شاركني استمتع…
الشاعر والناقد عبدالله تحياتنا.
بقلم الناقد مفلح الثبيتي
