إنه يوم التأسيس الحقيقي لهذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية الذي بني على الدين الإسلامي واركانه وقواعد الايمان ومحتوى الإحسان ذلك اليوم المبارك المجيد الذي ألتقى به الإمام الموفق / محمد بن سعود رحمه الله في بلدة الدرعية بالقادم من بلدة العيينة الشيخ المجدد /محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عام ١١٥٧هجرية واتفقا على إبرام معاهدة شهد عليها التاريخ وسجلها بمداد من ذهب على صحيفة لايمحا الزمن ماكتب عليها كيف لا وهي قد بدأت ببسم الله وأختتمت بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله واحتوت على نصرة دين الله وتنقيته مماعلق فيه من الشركيات والمخالفات الشرعية والخزعبلات والسلوكيات المخالفة للشريعة الحقة فكان الله تعالى هو الحافظ والناصر والمعين فحقق لهما ما ارادا فتجدد دين الناس وعبدوا ربهم وحده لايشركون به شيئاً وتركوا ماسواه وأزيلت الشركيات وتعدلت السلوكيات وقامت الدولة السعودية الأولى دولة التوحيد وأقأمت النفل والفرض ونصبت ميزان العدل على الارض وتعاقب على الحكم أبناء واحفاد الإمام محمد بن سعود يحكمون بالعدل وحسن السيرة والطوية وكما هي حال غلباً لبعض الكيانات وأصحاب النجاحات فقد كان لها أعداء متربصون لم يعجبهم وضعها ولا مكانتها فناصبوها العداء وكالوا لها من المكايد والمصائب مالايحتمل ورغم المقاومة الشجاعة والاقدام الفذ سقطت الدولة السعودية الأولى عام ١٢٣٣ هجرية الا أن الدين لم يسقط وأسرة الإمام المباركة لم تسقط فقد أعاد الكيان الإمام تركي بن عبدالله رحمه الله عام ١٢٣٥ هجرية وأسس الدولة السعودية الثانيه التي استعادت أملاك أسلافها وحافظت على مكتسبات الدولة السعودية الأولى واستمرت بالبناء وتوالا العطاء على ماكان عليه الاسلاف الا إنه لازال هناك أعداء وأي أعداء إنهم أعداء الفضيلة أعداء الدين القويم فكان لها نفس مصير سابقتها فسقطت عام ١٣٠٩ هجرية الا أن الأسرة الكريمة المباركة آل سعود كانت في إستراحة محارب وتنظر إلى إرثها على أنه لابد أن يعود وأن عليها واجب حتمي بإستعادة الارض وإقامة العدل وتحكيم شرع الله في الناس الذين تشتت عليهم أمرهم بعد سقوط الدولة السعودية الثانية فصاروا شذر مذر الا ماندر هذا يأخذ مال هذا وذاك يقتل ذاك في جاهلية جهلاء وفوضى عارمة ماكانوا يعرفون لها أول ولا آخر القوي مستأسد والضعيف كاسد وهناك من يمسي غنياً ويصبح فقيراً قد أخذ ماله عنوة وبالقوة التي فقدت من يردعها ويصون الحقوق وينتصر للمظلوم كل هذا والشاب المتوثب يراقب الوضع ويتحين الفرصة للإنقضاض على من إقتسموا ملك الآباء والاجداد لإستعادة الحق المسلوب والملك المنهوب وإعادة الأمور إلى نصابها والحقوق إلى أهلها وتأسيس دولة حديثة تلم شعث سكان شبه الجزيرة العربيةوتعيد لهم الآمن والأمان والعيش بسلام وكان إعتماد الشاب عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود على الله وحده وتوكله عليه وهدفه إقامة شرعه في عباده على أرض مقدساته فكانت العزيمة حاضرة والنية صالحة فكان الذي اراد الله تعالى(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) الاية . كرهو السقوط فجاء التأسيس القوي المتين وأستعاد الشاب ملك الآباء بفتح الرياض عام ١٣١٩ هجرية رافعاً راية التحويد جلية علية براقه لاينازعها أحد إلا غلبته بإذن ربها فتوالت فتوحات الأقاليم والمدن والبلدات والهجر فأكتملت الفتوحات وبدأ البناء على الأسس التي بنيت عليها الدولة الإسلامية في صدر الإسلام وتم ذلك في عام ١٣٥١ هجرية عندما سميت الدولة الفتية بإسم المملكة العربية السعودية وعاصمتها السياسية الرياض والعاصمة المقدسة مكة المكرمة ومدن الاقتصاد والتجارة جدة والدمام ونالت جميع مدن المملكة من الإهتمام والنمو والتطور والحضارة ماتشاهد نتائجه اليوم حيث بذلت الجهود إثر الجهود في عهد المؤسس الملك عبد العزيز وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وإخوانهم الأمراء رحمهم الله جميعاً ولازال للمجد بقية بعهد الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم وولي عهده الأمين عرّاب الرؤية وعدو الفساد ، بُناة الدولة الحديثة السعودية العظمى عضو مجموعة العشرين وقبلة قادة العالم لحل مشاكله السياسية والاقتصادية ويستجدى منها الرأي والحكمة والقوت ، فيالها من دولة عظيمة في عهد قادة عظماء تحتفل بيوم التأسيس الذي مضى عليه قرابة ثلاثة قرون فهو له مكانته وكما يقول المثل ماليس له أول ليس له آخر
فالأول مجيد والآخر تليد .
أتقدم في هذه السطور بالتهنيئة الخالصة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي والأمة الاسلامية بذكرى يوم التأسيس العظيم هذه الذكرى العظيمة التي لاتنسى كونها بداية المجد الذي لانهاية له بإذن الله تعالى .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٤/٧/٢٤ هجرية