تواصلت صباح اليوم، الأربعاء، فعاليات ملتقى قراءة النص في دورته الـ(19)، والذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تحت عنوان “الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة”، بالجلسة الثانية، التي أدارها الدكتور ظافر غرمان العمري،
وشهدت مشاركة الدكتور حسن حجاب الحازمي، ببحث تناول “المجالس والصالونات الثقافية في منطقة جازان خلال العهد السعودي”، أشار في مستهله إلى أن المجالس والصالونات الثقافية تعد ظاهرة حضارية، تشير إلى تمدّن المجتمع الذي يهتم بها ويقيمها، وتدل على ثقافته ووعيه وحرصه على تبني الثقافة، ودعمها وتطويرها. منوهَا إلى أن المجالس والصالونات الثقافية نشأت في كل مناطق المملكة خلال هذا العهد الزاهر ومن بينها منطقة جازان التي شهرت بحبها للعلم والتعلّم، وبكثرة شعرائها وأدبائها، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في ولادة الكثير من المجالس والصالونات الثقافية بها، على يد عدد من أبناء المنطقة وتميزت بمناشطها وفعالياتها الثرة.
ولئن كان الحازمي قد استجلى حال الصالونات الأدبية في جازان،
فإن الدكتورة عائشةالحكمي قد بحثت في ورقتها “الصالونات الثقافية الأدبية في تبوك”، مستقية مادة بحثها مما تناثر في الكتب والمجلات والمقالات المبثوثة في موقع البحث العالمي “جوجل”، فضلاً عما قامت به من لقاءات شخصية بأصحاب الصالونات، وسؤال المهتمين بالشأن الثقافي، ومتابعة تقارير النادي الأدبي السنوية، خالصة من ذلك إلى اكتشاف أن “ما وجد من صالونات في تبوك يكاد يكون مغيبًا تمامًا عن الرصد والتوثيق والمتابعة سواء من مثقفي المنطقة أو من المهتمين بمتابعة الشأن الثقافي على مستوى المملكة”.
ومن الصالونات في تبوك إلى الرياض في رحلة البحث مع الدكتورة سعاد المانع، التي ركزت ورقتها لمناقشة “الصالونات الثقافية للنساء في الرياض”، مبينة أن أول صالون ثقافي للنساء أنشأته الشاعرة سلطانة السديري، تلته بعد ذلك ملتقيات ثقافية متعددة للنساء منها الأحدية أو “الملتقى الأحدي”، و”مجلس الأميرة نورة بنت محمد”، و”صالون سرلمينا” في منزل الدكتورة نورة الشملان، و”ملتقى الحكايا”، مشيرة إلى أن بعض هذه الملتقيات التي لا ترتبط ببيت خاص، لها اشتراك بسيط مقابل من تقوم بعمل السكرتارية وإعداد الجدول السنوي. مختتمة بالإشارة إلى أن هذه الصالونات أو الملتقيات كان لها دور فعال في الماضي وفي الحاضر في اجتماع النساء من أجل ناحية ثقافية، بجانب دورها المهم في التعرف على نساء لهن دور مهم في المجتمع.
واختار الدكتور محمد بن سلمان القسومي في ورقته “المنتديات الثقافية النسائية رافدة للأدب في المملكة العربية السعودية”، صالون سارة أنموذجًا للبحث والتنقيب، مستجليًا أثر هذا الصالون في الحركة الأدبية في محافظة الخرج والمشهد الأدبي السعودي، من خلال النظر في أنشطته المتصلة بالأدب والنقد، والمسارات التي اختطها، عبر دراسة تحليلية كشفت واقع الحراك الثقافي والأدبي الذي أحدثه.