اختتم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) فعاليات يوم التأسيس بحضور 78 ألف زائر شهدوا العروض والأنشطة منها الموسيقية وأخرى الثقافية والأدائية على مدى 3 أيام متتالية خاضوا خلالها لحظات جمعت بين أصالة الماضي وعراقته، متطلعين على حضارة زاخرة وبطولات عامرة، عبر الأركان المخصصة للحرف اليدوية بأدوات تراثية وأخرى مخصصة لبناء مجسّم الدرعية، فيما تعمّقت غيرها بالفن والموسيقى والثقافة، علاوةً على فعالية “الصقور” التي لاقت رواجًا من قبل الحضور حيث أتاحت لهم فرصة الخوض في تاريخ الصقور وفصائلها وما ارتبطت به من حكايات على مرّ التاريخ.
بطاقة عبور
و ضمن أبرز الفعاليات التي أدهشت الحضور فعالية “الصقور” بالتعاون مع نادي الصقور السعودي، إذ سلّطت الضوء على أنواعها و أدوات الصقّارة وأسرار مهنتهم، و حول ذلك أوضح المتحدث الإعلامي للنادي وليد الطويل أن تاريخ الصقور هو امتداد لموروثنا الثقافي لما له من مضامين ترمز إلى العز والشموخ، فالفكرة برمتها مستلهمة من يوم تأسيس المملكة، بيد أن المساحة المخصصة داخل حدائق إثراء شهدت توافد لمحبي الصقور للاستماع الى المشاركون في الفعالية حيث شكّلت الـ6 صقور المتواجدة بطاقة عبور للتعرف على أحجامها و فصائلها و أوزانها و سرعتها مع قدرتها على الطيران بوصفها موروثًا عريقًا يتضمن قيمًا توارثها الأجداد، مما أتاح فرصة التقاط الصور التذكارية وترسيخ اللحظات المبهجة، بحسب وصف العديد من الزوّار.
فرق شعبية
فيما قدمت العديد من الأنشطة الموسيقية عبر فرق شعبية، سلسلة أغاني وأهازيج تراثية أسهمت جليًا في بث روح المواطنة والولاء استهدفت كافة الفئات العمرية حيث العروض الفلكلورية الشعبيه التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة لاسيما أن الموسيقى الشعبية والألوان الطربية بدت وكأنها لوحات فنّية بطابع ثقافي وسط تفاعل وحماس من المهتمين الذين أمضوا أوقات بطابع تراثي، وسط ترسيخها عبر هواتفهم الذكية وذاكراتهم الثرية بتاريخ الدولة منذ تأسيسها، كما حظي الزوّار بفرصة الاستمتاع بحضور فيلمي “ولد ملكًا ” و ” ديار حسمى” إذ تكمن جمالية الفيلمين بعرض تاريخي للأمير فيصل، كما اتجهت الأنظار لفيلم ديار حسمى الذي يكشف عن بسالة القبائل البدوية وتمسكها بعاداتها وتقاليدها وذلك ضمن إطار سردي درامي.
بوابة الدرعية
واستكمالًا لبهجة يوم التأسيس شهدت فعاليات أخرى صُممت خصيصًا لصنع الذكريات إقبال من الزوّار فحياكة المنسوجات وصناعة المسابح واستخدام الطين والفخار في العديد من المشغولات اليدوية إذ تعد هذه الحرف من الروافد التراثية المستوحاة من واقع البيئة السعودية، فلا يلبث الزائر أن ينتهي من محطة إلا و محطة أخرى باإنتظاره، فهناك من استهوته صناعة الجلود في المملكة عبر ركن مخصص لذلك، إذ تعتبر تلك الصناعة من أقدم الصناعات التي زاولها السكان منذ مئات السنين ولصناعة البشت حكاية أخرى فكان بإمكان المتواجدين التعرف على أسرار صناعته و طرق حياكته و كذلك الأمر لـ ” العقال ” الذي يعتبر جزءًا أساسيًا للزي السعودي للرجال، فيما تنتشر رائحة البخور في المكان من مباخر أبحر المتواجدين في التعرف على صناعتها ؛ لاعتبارها حرفة عريقة توارثها الأجيال و ترمز للكرم و حسن الضيافة، إذ تتزين بأشكال و ألوان مختلفة، يجاور ذلك عائلات تتنافس للمشاركة في تشكيل مجسم لجدار الدرعية، وصولًا الى شكل المدينة كاملًا مع انتهاء فعاليات يوم التأسيس، وما بدى لافتًا حماس الحضور لها حيث لاقت استحسان وتفاعل من قبلهم.
لوحة “العُوجا”
وبدت فعاليات أخرى اكثر ابرازًا للمواهب و الطاقات الوطنية عبر فقرات مخصصة للألغاز و الأسئلة فالحكايات تنوعت و المنافسة غلبت بين المتسابقين و لغزارة التساؤلات باتت الفعالية أكثر تشويقًا، في حين تتنوع المعارض الثقافية الذي جسّدت العديد من المعاني في يوم التأسيس داخل أروقة المركز، ففي معرض “من الأرض” العديد من الأعمال والمشاركات الفنية بداخلها تاريخ يبوح عن نفسه، فالفنانة روابي الزهير اختارت عنوان “العُوجا” لعملها الفنّي الذي يُعد تسلسل يرسّخ التراث السعودي المتجذر منذ بداية تشكيل تضاريس الأرض إلى يومنا هذا، فلجأت الزهير إلى تقنية الطباعة الحجرية على الخشب مع الحفر الغائر عليه تعبيرًا عن متانة وقوة الدولة.