أثبتت الفارسات السعوديات أنفسهن في فعاليات مهرجان بقيق، في نسخته الخامسة، بانطلاقة نسائية “ناعمة” وإرادة من فولاذ، عندما قدّمن عروضًا استعراضية بالخيل، شدّت انتباه الزوار الذين صفقوا لهن طويلًا.
تنوعت العروض النسائية، بين ترقيص الخيل ورمي الرمح والقوس والسيف والتقاط الأوتاد من فوق ظهورها، فضلًا عن العروض الاستعراضية، والقفز من على الخيل.
تمكين النساء السعوديات في قطاع الخيل لم يقتصر على ركوبها، وتقديم الاستعراضات، وإنما تضمّن أيضًا وصول بعضهن إلى أبعد من ذلك، بالحصول على دورات دولية، تؤهلهن للتدريب في المجال.
أولى الفارسات السعوديات، وأول مدربة معتمدة للرماية على ظهر الخيل في المملكة، هي نورة عبدالله الجبر، والتي تملك تصريحًا للعمل في التدريب، من وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للفروسية.
وتقول “نورة”: “أنا مدربة معتمدة للرمح والسيف من على ظهر الخيل، وسبق لي أن شاركت في عدد من الفعاليات الدولية، وكنت أول فارسة تمثل المملكة، في بطولة الأردن، التي حققت فيها مركزًا متقدمًا، كما شاركت في بطولات محلية عدة، مثل التقاط الأوتاد، والرماية من على ظهر الخيل، إلى جانب مشاركة دولية أخرى في تركيا”.
وتضيف: “كما كانت لي مشاركات محلية، فكنت أول عارضة للرماية على ظهر الخيل مع فريق صهوات، التابع لمركز الجعيد للفروسية، في بطولة كحيلة، التي أقيمت في الرياض، وشاركت في مهرجان الملك عبدالعزيز للخيل، ومثلت فريق صهوات في مسيرة يوم التأسيس، بالتعاون مع وزارة الثقافة، التي أقيمت في مدينة الرياض الشهر الماضي”.
من جانبها، تقول أول فارسة ومدربة فروسية “أساسيات الركوب” بمحافظة المجمعة الفارسة هنادي عبدالله علي العضيب (27 سنة): “هوايتي ترقيص الخيل، وبدأتها قبل ست سنوات، وسبق أن شاركت مع مركز الجعيد في أعمال متعددة، منها: مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، بطولة كحيلة لجمال الخيل العربية، مسيرة رهف القحطاني، سفاري بقيق، مشيرةً إلى أنها تطمح بإذن الله، في القادم القريب بالمشاركة في بطولات وأعمال جديدة.
وقدمت “العضيب” الشكر لكل المساندين لها، قائلةً: أشكر زوجي وسندي الأول وليد الصدي، على وقفته معي، قائلةً: “هو الذي أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم، وأشكر والدي وإخوتي على الدعوات الطيبة وتشجيعهم لي وتحفيزهم”.
وتابعت: “أشكر مركز الجعيد وفريق صهوات والدنا أستاذ مطلق الجعيد.. وشكرًا عامة لطاقم العمل الكامل من فرسان، وشكرًا للفارس فؤاد الجعروري الذي علمني ترقيص الخيل، ويسعى جاهدًا أن يعلمني الكثير، كما أشكر الفارسة القديرة مشاعل الهويش هي التي أضافت لي الكثير، وجعلتني أحب الخيل بشكل كبير، ودخلت المجال من بعدها، وأنا أشجع كل البنات السعوديات الدخول في عالم الخيل”.
وأحبت الفارسة شروق محمد الحويطي، الخيل منذ كان عمرها 12 سنة، وتقول: “أنا من تبوك، وعمري 22 سنة، وشاركت في أكثر من مهرجان للخيل، منها مهرجان الملك عبدالعزيز في نسختيه السادسة والسابعة، بمشاركة رئيس الفروسية والهجن بمهرجان سفاري بقيق الأستاذ مطلق الجعيد”.
وأضافت “الحويطي”: “يرجع عشقي للخيل، إلى تأثري بأفراد أسرتي، الذين أحبوا ركوب الخيل، وسرت على الطريق نفسه”، شاكرةً والدها؛ لكونه الداعم الأول لها في هذا المجال.
وتعمل الفارسة الجوزاء (27 سنة)، وهي من القصيم، مدربة للخيل، وتقول: “أهوى ركوب الخيل منذ سبع سنوات، وأعمل مدربة دولية، ولاعبة رمح، وانضممت إلى فريق صهوات قبل ثلاث سنوات، ومهرجان سفاري بقيق يعتبر ثالث مشاركة لي فيه على التوالي، كما شاركت في النسختين السادسة والسابعة من مهرجان الملك عبدالعزيز للخيل”.
وواصلت قائلةً: “أحببت الخيل بسبب موقف قديم؛ حيث جربت فيه ركوب الخيل، فاستهوتني هذه الرياضة، ومن بعدها لم أتوقف عن ممارسة الهواية، وحصلت على عدد من الدورات التدريبية في القصيم، التي أهَّلتني أن أكون مدربة للخيل”. واختتمت “الجوزاء” بشكرها لعائلتها ومربط النجم الذهبي لدعمهما لها في أول مسيرتها بالفروسية.
بدورها، تقول الفارسة خلود عبدالله الشمري (27 سنة): كان لأمي وأبي التأثير الأكبر عليّ بهذه الهواية وهذا الحُب، بأنهما شجعاني كثيرًا في أن أمارس هذه الهواية، وأستمر بها بدايةً.
وأضافت “الشمري”: “كل سنة كانا يأخذانني لمنطقة يُوجد بها الخيل وقبل عام استقررت بتبوك لأمارس هذه الهواية بدايةً بالتدريب، من ثم باقتناء الخيل الخاص بي بالتعاون مع مطلق الجعيد وتحفيزه لنا بالمشاركات وإبراز قدراتنا والظهور بشكل أوسع في هذا المجال، وقد شاركت في النسختين السادسة والسابعة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل وبطولة كحيلة لجمال الخيل وبطولة جاهز لقفز الحواجز وغيره من المشاركات”.
وتابعت: “أشجع كُل فتاة سعودية محبة للخيل ولديها الرغبة في التدرب، تسعى لهذا الشيء؛ حيث إن عالم الخيل وهذا المجال يؤثر كثيرًا على شخصية الفتاة ويقويها، كما نكتسب منه أشياء كثيرة، كما أن ركوب الخيل علاج لكثير من الأشياء ورياضة ومُتنفس”.
وقالت الفارسة والمدربة رغد العنزي (21 سنة) من تبوك: إنها تمتلك خيلًا خاصًا بها، مضيفةً: كنت في إحدى المناطق في تركيا، وشاهدنا عرض للخيل، ومن هنا أخذني الحماس أن أبدأ في ركوب الخيل وأتعلم، وحصلت على الدعم من عائلتي وبالتحديد والدتي، وكانت على الدوام تدعمني وتشجعني لتعلّم الفروسية.
وتكمل: كانت بدايتي في قفز الحواجز ومشاركاتي عديدة مع “مطلق الجعيد”، الذي كوّن لنا فريقًا نسائيًا، ودعمنا، وقد شاركت في النسخة السابعة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وبطولة كحيلة لجمال الخيل، وبطولة جاهز لقفز الحواجز وغيرها من المشاركات، وأضافت: ركوب الخيل رياضة ممتعة جدًا وطاقتها على الإنسان جميلة، أشجع الجميع على تجربتها وممارستها وبالأخص النساء.