حظيت المرأة في الإسلام بتكريم منقطع النظير، حتى جعلهن شقائق الرجال، وخصَّص سورةً طويلة باسمهن في القرآن، وأوصى بهن الرسول الكريم في حجة الوداع: (استوصوا بالنساء خيرا) وقبيل انتقاله للرفيق الأعلى: (الصلاةَ الصلاةَ وما ملكتْ أيمانُكم)؛ قال أحد السلف: “ما رأيتُ كالأنثى فضلاً .. تُدخِلُ أباها الجنةَ طفلة .. وتُكملُ نصف دين زوجها شابة .. والجنةُ تحت قدميها أُمّاً”؛ فالمرأة نصف المجتمع، وهي تربي النصف الآخر، فهي المجتمع كله.
ومِنْ هذا المنطلق أولى قيادتنا الرشيدة موضوعَ تمكين المرأة السعودية عناية خاصة؛ كما أكَّده مهندسُ الرؤية وداعم المرأة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله في مقولته الشهيرة: “أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء”؛ وقد تجلَّتْ هذه العناية في حضور المرأة في صدارة الأهداف الإستراتيجية للرؤية الوطنية 2030، حيث خُصِّص فيها برامج عديدة، ومبادرات كثيرة، تحقِّق تطلعات القيادة الرشيدة، وآمالها النبيلة في تمكين المرأة؛ وما إعلان “الرياض عاصمة للمرأة العربية لعام 2020م” تحت شعار “المرأة وطن وطموح” من قبل لجنة المرأة العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية إلا نتيجة واقعية، وإشادة عملية لما شهدته المرأة السعودية من تقدم وتطور غير مسبوق.
ولم تخيِّب المرأةُ السعودية ظنَّ قيادتها الرشيدة في قدراتها، بل حقَّقتْ تفوقا بارزًا ونجاحًا باهرًا في مجالات متعددة، وقدمت الكثير من الاختراعات والإنجازات، والأبحاث العلمية، والخدمات الصحية والفنية، والاجتماعية والإعلامية، والقانونية.
وبهذه المناسبة أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهم الله وأيَّدهم على ما يبذلونه من إصلاحات بنَّاءه لتمكين المرأة، وتعزيز مكانتها، واستثمار طاقاتها.
وفي الختام أقدِّم باقة تقدير وعرفان، وإشادةٍ وامتنان لكل امرأةٍ طموحة من بنات هذا الوطن المعطاء على عزمها الكبير، وإسهامها المستمر في التنمية دون ملل ولا كلل، مدفوعة بالأمل، والثقة بالنفس، وحب الوطن، وتحقيق تطلعات القيادة؛ مع خالص تمنياتي للمرأة السعودية الكريمة بمزيد من النجاحات والمكتسبات في داخل وطننا الغالي وخارجه.
المحامية / هيفاء بنت فندي الرويلي