انطلاقاً من حِرص مولاي خادمُ الحرمينِ الشرفين الملكُ/ سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- بأهمية الهوية الوطنية وزيادة اللحمة الشعبية لدى أبنائِه المواطنين وتفعيلاً للوعي لدى الجميع بأهمية ورمزية العلم السعودي المجيد تفضلَ حفظه الله بأمرِه الملكي الكريم بأن يكون يوم الحادي عشر من شهر مارس من كلِ عام يوماً وطنياً خاصاً بالعَلمِ السعُودي المُبجل ليكون بذلك يوماً خاصاً وخالصاً لأَبناء المملكةِ العربيةِ السعودية حكومةً وشعباً بالإِحتفال برايتِهم ورمزِهم وشعارهم وعلمِهم الأخضر الخفاق ليوافق يوم العلم السعودي اليوم الذي اعتمد فيه جلالةُ المُؤسس الملك / عبدالعزيز – طَيب الله ثراه – العلم السعودي بشكلة المتأنِق الحالي في العام ١٩٣٧م والذي أوكل تصميمه لمستشاره في تلك الفترة حافِظ وهبة – رحمه الله –
ولعليِ لا اكون مبالغاً لو ادعيتُ هنا أن الإحتفال بيوم العلم السعودي هو يوماً احتفالياً لأبناء الأُمةِ الإسلاميةِ جمعاء لما للعلم السعودي من رمزيةٍ إسلامية من خلال توشُحِه لكلمة التوحيد الخاصة بكلِ المسلمين قاطبةً الا وهي كلمةُ لا اله الا الله محمداً رسولُ الله والتي كانت رايةَ نبيِنا وحبيِبنا محمد بن عبدالله صْلى الله عليهِ وسلم قبل أربعةَ عشرَ قرنٍ مضى . فعلمُ المملكةِ العربيةِ السعودية يرْمزُ إلى السّلام والإِسلام والعِزة والكرامة والتي قامت عليها هذه الدولةُ المباركة منذُ التأسيس وهو العلمُ الوحيد في هذا العالم الذي لا يُمكن ولا يجوزُ بحالٍ من الأحوالِ تنكيسهُ أو إنزالِه من عُلوه لأي أمرٍ أو خطبٍ جلل مهما كان وذلك لقُدسِية شِعاره ومُحتواه وحفيٌّ بهكذا علمٍ ورمزٍ وشعار الإهتمامُ والإحتفالُ به لِما له من أهميةٍ تاريخيةٍ تلِيده فكما أسْلفنا كان علم وراية النبيُ الأكرَم والخلفاءُ الراشدين مِّن بعده بلونه الأخضر وكلمة التوحيد التي تتوسطه كذلك كان رايةْ وعلم الدولةِ السعوديةِ الأولى والثانية منذ ثلاثةِ قرون وما زال يرتفعُ خفاقاً شامخاً في عنانِ السماءِ لدولتنا السعودية العظيمة في عصرها الحديث .
إن للأمرِ الملكي الكريم بتخصِيص يومٍ للإحتفالِ بالعلم السعودي العظيم ماهو إلا تجسيداً للإيمان الراسخِ لدى حكومتِنا الرشيدة – حفظها الله – لما للعلمِ من أهميةٍ بالغة بوصفِه أحد مظاهرِ الدولة ورمزٌ لعزتِها وقوتِها وهويتِها ولما يُشكِله العلم من الإئتلافِ والتلاحمِ والوحدةِ الوطنية لكل من ينضوي تحت ساريتِه ورايته كما أنه يرمز إلى القوة والعدل والسِيادة ونحن بإحتفائنا بيومِ العلم لنعبِر بذلك عن الإِرثْ التاريخي المجيد لمملكتِنا الحبيبة لذلك من الواجِب علينا في هذا اليوم أن نُظهر الفرحَ والسُرور من غير إفراطٍ ولا تفْرِيط وأن نبتهج ونتزين جمِيعنا ونتوشح باللون الأخضر البراق مرددِين النشِّيد الوطني مترنمين بالأغاني والأهازيج الشعرية الوطنية التي تزِيد من ارتباطِنا وجْدانياً بِحُب هذا الوطنِ المِعطاء وعلمِه الأخضر الخفاق والتي بالتالي تُأجِجُ مشاعر العِز والحُب والفخر والإنتماء لدينا جميعاً ومدى ارتباطنا بإرثنا الوطني المجِيد عامِّلين على توعية الجميع بأهمية ورمزية هذا العلم الذي يحوي كلمة التوحيد والسيف اللذان يرمزان إلى السلام والإسلام والقوة والعدل والشمُوخ وذلك من خلال الإهتمام به والحرص على بقائِه عالياً عزيزاً بعيداً عن ايادي الغافلين والعابثين والغير عارفين لأهميته وقُدسِية الكلمة التي يحتوي عليها .
وأخيراً لا يسعُني إلا الدُعاء لهذا البْلد الأمين بأن يُديم الله عليه نعمتي الأمن والأمان وأن يحفظ ولاة أمورنا وأن تستمر أيامنا الوطنية وأفراحنا واحتفالاتنا برمُوز هذه البلاد الغالية ابتداءً من يومها الوطني مروراً بيوم تأسيسها التليد انتهاءً بيوم علمِها العزيز ودام عزك يا وطني الحبيب .
بقلم الكاتب/ يحيى علي قرادي
٩/مارس/٢٠٢٣م