بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الذي يتبادر الي الذهن هو : مامعنى الوطن وماهي حقوقه؟ وهذا السؤال له أجوبة كثيرة كلها صحيحة ومعبرة لايعلمها ويفهم مدلولاتها الا صاحب لب متزن وعقل مستنير وفكر يميز بين الحق والباطل وبين الصالح والطالح فما هو جواب السؤال ياترى ؟ الوطن أيها المواطن العزيز هو مسقط رأسك الذي ولدت فيه وترعرت وتربيت في كنفه وعشت على أرضه وتحت سمائه وتنفست هواه وأكلت من خيراته وشربت من مياهه ونهلت من علمه وإعطياته وأمنت في أحضانه فهو بيتك الكبير وحصنك الحصين وهو هويتك وهو في الحقيقة لك بمثابة الأم الحنون التي تحضنك في حجرها صغيرا وترعاك كبيراً وتخاف عليك من نسمة الهواء البارد والسموم على حد ٍ سواء ، وكألأب الذي دأبه العناية بك منذ نعومة أظفارك وحتى كهولتك يكد ويكدح لأجل مصلحتك وتحقيق مطالبك ومآربك ويعتبر نجاحك نجاحاً له هو ، وعلاوة على ذلك فالوطن هو أصلك وأهلك وعاقلتك وأسرتك وماواك وسكنك ومهوى فؤادك وكل شيء في حياتك فلا حياة ولاعزة ولافخر ولارفعة ولاعيش هني ولا سعادة ولاراحة إلا بالوطن . فمال بعض هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثاً ولايرعون للوطن حرمةوحقاً وبراً ومكانة ، كبرت أجسادهم وعرضت أكتافهم وتنفخت أوداجهم وقويت عظامهم وتبرمت عضلاتهم من خيرات الوطن فقلبوا له ظهر المجن من السفه وقلة العقل نسوا الفضل وصاحب الفضل أو تناسوه في خضم النعمة الجياشة التي بدلاً من أن يؤدوا شكرها اظهروا بكل بجاحة كفرها بل والعداوة الظاهرة للمنعم والكيد له فيالها من معادلة مقلوبة من عقول عن الحق محجوبة ترى الحق باطلاً والباطل حقاً شخصيات مهزوزة ومن شياطين الإنس موزوزة وفي حق الوطن مبزوزة .
منهم خائن للوطن ومتخلياً عن الأمانة ناكثاً للعهد والميثاق وخالعاً للبيعة التي في عنقه ومتحللاً من القسم الذي أداه على كتاب الله تعالى وأشهد الله عليه وبعد أن تربع على السلطة وأطلقت يده فيها ثقة به كمواطن أولاً وكضابط أمن ثانياً استغل سلطته ومكانته فيما لايحل له ولايجوز وغاب عن عقله السقيم أن للظالم نهاية وبالخائن نكاية فلما أنكشف المستور وأيقن بالويل والثبور وأن الدائرة عليه ستدور إنتقل من الخيانة الصغرى المخفية الي الخيانة العظمى الظاهرة العلنية وادعى كذباً وزوراً وبهتاناً أنه معارض سياسي للدولة والحكم وارتمى بأحضان الأعداء وهو في الحقيقة جبان هارب من يدالعدالة التي كانت ستحاكمة ولاتظلمه وتأخذ الحق منه ولاتبخسه حقة ولكنه أختار وبمحض إرادته مزبلة التاريخ كسابقيه من الكلاب التي نبحت حتى بحت حلوقها محاولة إيقاف المسيرة والقافلة تسير بأمان وأطمئنان ولم يضيرها النباح والأصوات النشاز المبحوحة .
وخائن أخر أشتد عوده وطغت عافيته وارتدى عباءة الدين وهو جاهل به وخلع عقال العقل وهو لايملكه اصلاً ونصب نفسه ناصحاً على الملأ من جهله وضحالة علمه وفساد معتقده ، ولم يعلم أن لكل مقام مقال وأن للفتوى والارشاد والنصح أهله وخاصته وأن النصح للسلطان علناً محرم شرعاً وارتكب جرماً آخر بإدعائه الهجرة والي أين ؟ الي بلاد الكفر والالحاد والفساد ولكن حقيقة أمره أنه مطية وذلولاً لأسياده الاخوان المسلمين وهو واحد منهم فقد فضح إنتماءه وأعترف من حيث لايدري بجهله الفاضح بالدين وأحكامه فأصبح عدواً للدين ومحارباً للفضيلة مرتمياً بأحضان من وعدوه بالأمان عندما يهرب إليهم بهجرته المزعومة وهم في الحقيقة لن يسروه أو ينقذوه بل يضروه ويحقروه ويستعملوه أداة قذرة لتنفيس مافي نفوسهم من حقد وحسد وكمد على وطنه ثم ينتهي به الأمر الي لاجيء ذليل لايؤبه به يتغذا على فتات لايكاد يسد جوعه مما تتفضل به عليه الدول التي تقبل الهاربين من العدالة وفي النهاية يموت كمداً وحسرة (وعلى نفسها جنت براقش) .
وخائن آخر يدعي غيرته على الدين قابضاً بيده على ذقنه مرتدياً معطفاً متصل به غطاء للرأس ليقيه برد أوروبا القارس ومظهره وملبسه يوحي بأنه بدأ يعاني من العوز والفاقة والحاجة ولكنه لازال يكابر ويغالط نفسه الأمارة بالسوء ويزعم أنه هرب الي بلاد الكفر ليظهر هناك شعائر الدين بكل حرية ، ولابد أن أعترف بأنني الي الان لم استوعب او أعرف كيف سيظهر شعائر الدين هناك هل يعني أنه لن يمنع من إطلاق لحيته أوشكل هندامه وهل منع من ذلك في وطنه لن يقول نعم أو أنه سيصلي بحرية ألم يكن يصلي هنا بحرية تامة اويصوم ويفطر بحرية وهل منع من ذلك وفي شعيرة فردية عظيمة ألم تكن له الحرية المطلقة بالتجرد من المخيط وارتداء إزاراً ورداءً متى مااراد اداء شعائر العمرة اوالحج أوزيارة المشاعر المقدسة في أي وقت شاء ومن أي جهة جاء ، وبالرغم من أن الحقائق صعب تجاهلها فلقد أنكر الحقائق كلها وتفوه بعكسها تماماً كذباً ودجلاً وتجنياً زاعماً بهوس ممقوت عدم إظهار شعائر الدين في بلاد الحرمين الشريفين ، فياللعجب من هذا المتقول وأمثاله ألم يكن لديهم مثقال ذرة من حياء أم انهم يكذبون الكذبه فيصدقونها نعم فهذا ديدن أصحاب الهوى قليلي الدين أتباع الجماعات الضالة وخدم اعداء الدين ممن جعلوا من الدين ذريعة لتغطية فشلهم المريع في الحياة ، ولو سألناهم ماهي شعائر الدين الممنوعة من الإظهار في وطنكم لتلعثموا ونشبت ألسنتهم في بلاعيمهم وحشرجت صدورهم بكلمات لاتفهم لإنكشاف زيفهم وتحقق زيغهم وقلة بضاعتهم من العلم والمعرفة ، فيا أيها الادعياء السفهاء الضلال الجميع يعلم علم اليقين الأعداء قبل الاصدقاء بأن المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومنبع الإسلام تطبق الشريعة الإسلامية تطبيقاً كاملاً لاينقص ولا يزيد عما قال الله تعالى وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ونهج الخلفاء الراشدين وتظهر شعائر الدين بكل ثقة واحتساب لاتخاف في ذلك لومة لائم ليس في المملكة وحدها بل تدعو وتعمل وتشجع على إظهار شعائر الاسلام والدعوة اليها في كل دول العالم أليست تبني المساجد في كل أرض وتحت كل سماء مااستطاعت الي ذلك سبيلا ألم تمد يد العون والمساعدة إلى الشعوب الفقيرة والمحتاجة وكلمة التوحيد(لا إله إلا الله محمد رسول)قد ازدانت بها تلك المساعدات أليس هذا أعظم إظهار لشعائر الإسلام والدعوة إليه هذا ولو نستفيض في ذكر ماتقوم به المملكة العربية السعودية من رعاية وخدمة وعناية بالاسلام والمسلمين لاحتجنا إلى مجلدات ولن نوفيها حقها فأين عقولكم المغلفة بسوء النية وفساد الطوية المختطفة من قبال الأخونجية .
فلاعزاء لكم أيها النابحون في ساحات الكفر والإلحاد والمجون والفساد المقنن وفي صحبة وضيافة أعداء الدين والملة والدولة من جنسكم ومن غير جنسكم ممن أمضوا عقوداً من الزمن مشردين بعقول مسلوبة فارغة وألسنة تتمتع بلياقة نادرة على البربرة بالكلام الرديء الأجوف الفارغ العاري من كل معنى والكذب المركب الذي لاينطلي إلا على السذج من البشر .
حفظ الله تعالى المملكة العربية السعودية وحفظ عليها دينها وشعائره ومقدساتها وارضها ومقدراتها وشعبها في ظل قائدها الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٤/٨/٢٢ هجرية