اختتم مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية “سايتك” التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن مساء أمس الأول، اللقاء الأول للبلوكتشين وتطبيقاتها المستقبلية بالمنطقة الشرقية، الذي يهدف إلى وضع خارطة طريق وطنية لخمس جهات حكومية بالتعاون مع جهات خاصة في كيفية تبني الاقتصاد الرقمي وآخر المستجدات في هذا الشأن، وذلك في مقر المركز بالخبر.
وقال وليد الرشيد، مساعد المدير العام ومشرف العلاقات العامة والإعلام بسايتك، إن إقامة هذا اللقاء يأتي ضمن أهداف المركز في خدمة وتوعية المجتمع،ورفع الوعي بمجال التقنية والاقتصاد تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 مبينا إن البرنامج استعرض أحدث التقنيات التي تساعد في دعم وتحقيق الاقتصاد الرقمي، وقدرتها على توفير حماية فعالة لتشفير أنظمة المعاملات الرقمية ومواجهة التهديدات المتنامية في أمن المعلومات، حيث تغذي هذه التقنية الابتكار في العديد من المجالات المالية والقانونية والعلمية للدفع بالاقتصاد نحو النمو .
وذكرت سارة الغفيلي، منظمة اللقاء مسئولة العلاقات العامة، إلى أن تنظيم هذه اللقاءات بين القطاعات الحكومية والخاصة تثري أفراد المجتمع وتلبي احتياجاتهم في المعرفة وذكرت بأن الحاجة باتت ملحة إلى نظام وسجل عالمي موحد وموثق والتحول نحو التقنيات الناشئة مثل “البلوكشين” سيثري حياة المواطن بشكل مباشر، من خلال تسهيل وتسريع وتوثيق العمليات المالية، الأعمال اللوجيستية، إدارة الأصول، الملفات الطبية الموحدة، اثبات الهوية، وغيرها.
وذكر أحمد الذكير، مهندس تقني، بأن منتدى الاقتصاد العالمي في عام 2017 بين بأن دخول تقنية البلوكتشين هي بمثابة دخول حقبة زمنية جديدة، وأضاف بأن المؤسسات الغير ربحية دخلت في موضوع تطبيق البلوكتشين ومن ضمن هذه المنظمات ، منظمة الغذاء العالمية حيث تعول أكثر من 100 مليون شخص على مستوى العالم في أكثر من ٨٠ دولة، حيث طبقت تقنية البلوكتشين لمساعدة المحتاجين في مخيمات اللاجئين في الأردن ، وتمت عن طريق ربط معلوماتهم الشخصية (الأوراق الثبوتية) وكذلك معدل المبلغ المرصود من منظمة الغذاء العالمية عن طريق تقنية البلوكتشين ، حيث تم توفير أكثر من 150 ألف دولار شهريا.
وأضاف الذكير، بأنه مع تنامي عدد السكان يوميا واستنزاف الموارد البشرية ، ظهر لنا مايسمى الاقتصاد التشاركي ، حيث تتشارك الأصول المادية ، والبشرية في البضائع والتجارة ومن ضمنها تطبيقات أوبر وكريم وغيرها من التطبيقات ، ولكن تطبيق البلوكتشين سوف يساعد في تقنين عامل مهم جداً وهو توثيق العمليات سواء مالية أو معلوماتية وسوف تسد ثغرة مهمة.
من جانبه ذكر م. مجد العفيفي، مختص تقني، بأن تقنية البلوكتشين هي تقنية قائمة من السجلات المتزايدة بشكل مستمر، التي تتيح التحقق من المعاملات التي يمكن تتبعها والتي لا رجعة فيها ، وقوة التقنية تأتي بوجود المميزات التالية : اللامركزية ، حيثُ بإمكان أي شخص الوصول إلى نفس المعلومات (الحكومات والمتعاقد والمستخدم النهائي) ، وكذلك الثبات حيث تعتبر المعلومات الموجودة على البلوكتشين غير قابلة للتلاعب، لذا لا يمكن تغييرها وبالتالي تقليل التحقق الغير ضروري والمتكرر ، والأمان فباستخدام قوة التشفير (يتم توقيع المعاملة باستخدام مجموعة من المفاتيح الخاصة والعامة) وكل مستخدم في الشبكة لديه زوج فريد للتحقق من صحة المعاملة والتوقيع عليها ، والسرعة حيثُ يمكن أن تستغرق عملية التنفيذ أو التحقق في كل خطوة ثواني فقط ، والتتبع ويمكن لأي شخص لديه إمكانية الولوج معرفة مكان المعاملة أثناء العملية في أي وقت من الأوقات.
وبخصوص العقد الذكي اوضح العفيفي، بأنه عبارة عن رمز كمبيوتر قابل للبرمجة يُحدد بعض أجزاء اتفاقية ما ويمكنه القيام بالتنفيذ الذاتي واتخاذ الإجراءات إذا تم استيفاء شروط الاتفاقية والعقود الذكية هي جزء واحد من التقنية التي تم إنتاجها من قبل البلوكتشين.
من جهتها بينت د. تغريد جستنية، المدير الإقليمي لإدارة خدمات تكنلوجيا المعلومات بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية، بأنه من المتوقع ان تُحدث تقنية البلوكتشين تغيير جذري لنماذج التقنية المتعارف عليها حاليا في جميع القطاعات، بما في ذلك القطاعات الصحية حول العالم ، مضيفة بأن ما يُميز تقنية البلوكتشين أنها قد تجعل من الممكن إنشاء قاعدة بيانات موزعة للمعلومات الصحية يمكن للأطباء الوصول إليها عن طريق أي نظام طبي إلكتروني ، وفي مثل هذا النموذج تكون البيانات الصحية محمية في دفاتر رقمية مشفرة مبنية على البلوكتشين، و توفر نسبة أمان عالية و خصوصية أكبر للمرضى و نسبة عمل اداري أقل للأطباء.
وأضافت جستنية، بأن مبادئ البلوكتشين ستوفر أيضا فرص مشاركة أفضل للأبحاث الطبية بحيث يمكن ايجاد عقاقير جديدة و علاجات للأمراض بسرعة أكبر بالإعتماد على طرق إنشاء الشبكات المتاحة عن طريق البلوكتشين ، وأيضا يمكن الإستفادة من الإستخدامات المحتملة للبلوكتشين في تسوية آلية المطالبات الصحية و التأمين عن طريق ازالة الوسطاء و ذلك بإستعمال هيكل العقد الذكي الخاص بالبلوكتشين، وتتيح تقنية البلوكتشين التشغيل المتداخل و ذلك بتسهيل عملية تجميع كمية كبيرة من بيانات المرضى في مجال الصحة العامة.
أما من ناحية إدارة الإمدادات الموردين أشارت جستنية بإن تقنية البلوكتشين تتناسب مع ادارة العقود و تخفيض التكاليف بشكل كبير و خصيصا في مجال الصيدلة و صرف الأدوية ، وتسمح أيضا تقنية البلوكتشين بدخول أسهل للسجلات عبر الإنترنت و ذلك في احتمالية السماح للمرضى بالدخول إلى سجلاتهم الطبية المتنقلة بكل أمان ، كما تهدف الكثير من الدراسات و النماذج التجريبية في القطاعات الصحية حول العالم الى الإستفادة من تقنية البلوكتشين في توفير سجلات رعاية صحية متنقلة تهدف الى ربط آمن للمنشئات الصحية و سجلات المرضى.شرح الصور
د. تغريد جستنية
م. مجد العفيفي