يشهد العصر الذي نعيش فيه ثورة تكنولوجية هائلة، حيث تشغل حيّزًا كبيرًا في حياتنا اليومية، وتغوص في تفاصيل مختلف جوانبها سواء كان عمليًا أو علميًا ، فيمكننا الآن التخلص من بعض الأدوات التقليدية القديمة واستخدام الأدوات والتقنيات التكنولوجيىة الحديثة .
وقد صاحَبَ استخدام التّكنولوجيا تأثيراتٌ كثيرةٌ على المجتمع بكافة أفراده وفئاته، ولا شكّ أنّ التّأثيرات هذه تنقسمُ ما بين تأثيراتٍ إيجابيةٍ وسلبيّة؛ حيثُ يرجعُ أثرها للكيفية التي يستخدمها بها الفرد.
فمن آثارها الإيجابية تمكين الإنسان الحصول على ما يريده في الوقت المناسب له مما يشعره بالحرية .وتسهيل الحياة اليومية للأفراد وتيسيرها؛ إذ يستطيع الفردُ إنجاز أعمالٍ كثيرةٍ في وقتٍ وجهدٍ قليلين وبسرعةٍ كبيرة.
إضافة لتقريب الشّعوب واختصار المسافات بينهم؛ إذ ساعدت التكنولوجيا على جعلِ العالم يبدو كقريةٍ صغيرة، فيتعارف النّاس دون الحاجة للسفّر فيكوّنون علاقاتٍ وصداقاتٍ من مختلف أنحاء العالم.
وأما من الناحية التعليمية فقد ساهم استخدام التكنولوجيا في تسهيل عملية التعليم بفضل استخدام العروض التقديمية السمعية والبصرية، واستخدام برامج خاصة لمتابعة تقدّم الطالب. إضافة إلى تطوير قدرات الأفراد عبر إتاحة وسائل التّعلم كافة؛ كتعلّم اللغات، وتعلّم برامج التصميم، والمونتاج وغيرها من البرامج التقنية الحديثة.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة للتكنولوجيا التي أثرت تأثيرًا نوعيًا على حياة الأفراد والمجتمعات، إلاّ أنّ لها العديد من المساوئ التي تُؤثر على الصحة النفسية لا سيّما الأطفال والمراهقين، والأفراد عمومًا مثل إجهاد العين، والتأثير على الروابط الاجتماعية.
وأما من الناحية الثقافية والأدبية فقد انتشرت الكتب والمجلات الرقمية وحلت مكان الوسائل التقليدية مما أثر على أساليب الكتابة والتعبير، ناهيك عن زيادة نسبة البطالة بسبب ازدياد استخدام التّكنولوجيا في مجالات الصّناعة والزراعة، مما أدى إلى الاستغناء عن بعض جهود الإنسان لتسيير هذه المجالات.
وختامًا يجب أن نعلم أن الاستخدام الجيد للتكنلوجيا والخاضع للرقابة يؤدي إلى نتائج جيدة، وأن الاستخدام السيئ وغير المنضبط للتكنولوجيا أمر مدمر، لذا فإن الحل العملي الوحيد للمشاكل التي نواجهها اليوم هو الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الفعالة التي يمكن أن تضمن التنمية المستدامة طويلة الأجل للبشرية.
عبدالله بن محمد القربي
جازان