الحمض النووي اومايسمى (دي إن ايه) علم قديم حديث ومايخص الإنسان منه يسمى الحمض الريبوزي منقوص الأكسجين وسأتطرق لتاريخ هذا العلم وأذكر مكتشفه ومطوريه ومن ثم أقتبس مايفيدنا في هذا المقال مما كتبه العلماء وأهل الاختصاص عن هذا العلم فمماكتب أن هذا الحمض يحتوي على المعلومات الوراثية داخل جسم الإنسان وهو مسؤول عن توصيل التعليمات المشفرة في المعلومات الوراثية الي أماكن تصنيع البروتين في الخلية ويتكون من قسيمات احادية تتكون من ثلاث مكونات هي :
سكر خماسي الكربون
مجموعة فوسفات
قاعدة نيتروجينية
والحمض النووي بجميع مكوناته يحتوي على جميع المعلومات الوراثية المستخدمة للنمو والتكاثر فهو اساس كافة أشكال الحياة البيولوجية لجميع الكائنات الحية وليس الإنسان فقط ، وقد أكتشف هذ العلم عام 1869م عالم الطب والاحياء السويسري (فريدريك ميشير) عندما وجده في نواة خلايا الدم البيضاء الموجودة في القيح وتضم هذة كل من الفسفور والنيتروجين .
حيث تبين بأن أجسام كل المخلوقات الحية تتكون من جينات وكروموسومات والجينات تتكون من أجزاءصغيرةداخل كل كروموسوم
وهي التي تحدد الملامح في الجسم كلون العين وشكل الإذن وبقية الاعضاء ويختلف عدد الكروموسومات في جسم كل حي عن الاخر ففي جسم الإنسان يوجد ٤٦ صبغاً أو كروموسوماً داخل كل خلية نصفها متوارث من الأب ونصفها من آلام ومن هنا تتكون الصفات الوراثية .
وليس الامركما يظن البعض بأن الاكتشاف العلمي يتم بشكل مفاجيء وعشوائي بل يتم على شكل إكتشاف بدائي ثم يتم التدرج في البحث فيه وتطويره وسبر مافيه من مهم ومفيد وربما يستغرق ذلك عقود من الزمن وهذا ماحدث لهذا العلم الذي واصل فيه عالما الاحياء الامريكي جيمس واتسون والانجليزي فرنسيس كريك البحث حتى عام 1953م عندما اعلنا إكتشاف بنية الحمض النووي منقوص الأكسجين دي إن أيه واعتبر هذا فتح جديد في هذا العلم بعد إكتشافه لأول مرة بنحوتسعة عقود من الزمن ، وقد فتح هذا الاكتشاف ابواباً لم يتوقع أحد إن تفتح وخدمت البشرية خدمة رائعة بإنقاذ أرواح الكثيرين عن طريق العلاج الجيني وإنقاذهم بعد الله تعالى من مصير محتوم حيث ابتكرت علاجات عديدة عن طريق الحمض النووي لكثير من الامراض كما تهيأت طرق للبحث والابتكار في علوم الأحياء كهندسة الجينات والخلايا ومكوناتها لخدمة صحةالإنسان وعلاجه من الامراض معلومها ومايستجد منها حيث علم هؤلاء العلماء بأن دراسة الجسم ومكوناته بدقة كبيرة وعناية فائقة هي الطريق الصحيح لعلاجه .
هذا عن إكتشاف هذا العلم وعن ماجرى عليه من بحوث علمية مستفيضة والاطوار التي مرّ بها خلال قرن ونصف من الزمن تقريباً وعن أعظم الفوائد التي تعود اوعادت على الانسان جراء إهتمام العلماء أهل الاكتشاف والتطوير بمنافع وفوائد ومكتسبات جهدهم وتضحياتهم في هذا المجال .
فهل تم العبث بهذا العلم وجره الي منحى مالي جشع من قبل هواة جمع المال بشتى الطرق السليمة وغير السليمة ؟
وهل سيعبث به أيضاً كما نسمع بإستخدامه لأمور سياسية وسيادية على مستوى أقطاب عالمية تهدف إلى البقاء لها على حساب الفناء
لغيرها عن طريق تطويع هذا العلم لهذا الغرض إذا تسنى لها ذلك ؟
وهذا وذاك ماسنتطرق إليه في ثنايا هذا المقال سواء ماتم العبث به فعلاً أو ماهو مخطط للعبث به في حاضر الوقت أو مستقبله القريب كما يشاع ويتم تداوله والخوض به في منتديات ووسائل التواصل الإجتماعي وينسب الي بعض الدول والاحلاف والاقطاب والمعسكرات التي ربما تسعى الي السيادية الأبدية على العالم بأسره بأي وسيلة خصوصاً وعندهم الغاية تبرر الوسيلة حتى ولوكانت الوسيلة قذرة أومن المفترض أن تكون محرمة بالقانون والعرف الدوليين .
فأما العبث الذي قد حصل لهذا العلم فقد استغلته شركات ومؤسسات ربحية يقال انها شركات صهيونية واخرجته عند أهدافه العلمية والعلاجية إلى منحى تحديد أنساب وأعراق شعوب وقبائل وأسر بإفتراض تحورات لهذا العرق أو ذاك برموز تتكون من حروف وأرقام ومن ثم يلحق بكل تحور مايناسب الرمز التحوري مقابل مبالغ مالية معلومة حددتها الشركات التي نصبت نفسها لهذا المجال واقتنع به من اقتنع ورفضه من رفض ولايزال الوضع قائم بين نقيضين الا أن الكفة تميل ميلاً شديداً للرافضين لهذا المنحى .
أما مايشاع من أن العالم مقبل على تحولات خطيرة عن طريق هذا العلم والعبث به واستغلاله لأهداف ومأرب وجودية وسيادية
مانسب الي الخارجية الصينية ونقله مغردون عبر منصة تويتر من أن الجيش الامريكي بدأ بالفعل وعلى نطاق واسع بجمع واستخدام بيانات الحمض النووي للآسيويين والأوربيين الآريين والعرب في الشرق الأوسط وذلك لإستهداف عرق أو اعراق محددة بأسلحة بيولوجية جرثومية تفتك فقط بالعرق الذي حدد لها عند تصنيعها وبرمجتها .
ورغم ماقيل عن وباء كورونا كوفيد19 وأنه من صنع البشر وبالتحديد الجيش الامريكي ومانسب إلى روسيا من أنها عثرت على معلومات عن مصانع بولوجية جرثومية أمريكية على الأراضي الاوكرانية التي اجتاحها الجيش الروسي تهدف الي تصنيع أسلحة جرثومية تستهدف القضاء على دول معينة أو اعراق وسلالات بشرية محددة .
فإنه لا هذا ولا ذاك لم يثبت وأنه ربمايكون مجرد أقوال وتكهنات وحرب نفسية وإرهاب إستخباراتي دولي للتأثير النفسي على المعسكر هذا او ذاك .
ولوافترضنا جدلاً إمكانية سعي بعض الدول لمثل هذا التوجه ولمانراه من أشياء كانت في زمن سابق من المستحيلات فأصبحت من المسلّمات ،فإذا لاشيء مستحيل ولو استحال على العقل البشري تصوره والتفكير فيه . إلا أن الامر يختلف بالنسبة للجراثيم فهي كائن حي واي شيء حي لايخلقه الا الله تعالى كما في محكم التنزيل قال الله تعالى ( ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لايستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ) الاية .
فلن يتمكنوا ولو ارادوا فالامر بيد الحكيم الخبير قال الله تعالى (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون) الاية .
ثم من وجه اخر فإن الاعراق البشرية قد تداخلت في زمن صار العالم كقرية واحدة ففي كل بلد يوجد العديد من الاعراق والسلالات البشرية بل وتداخلت بالتزاوج والمصاهرة فمن هنا تأتي صعوبة التفكير في هذا الأمر لكونه لو حدث فلربما يكون من قام بالصنع من العرق أوالسلالة المستهدفة فيكون اول ضحايا عبثه وماجنت يداه وهداه إليه تفكيره .
ومن هنا نصل الي خلاصة القول بأن هذا العلم تم اكتشافه نتيجة بحوث مستفيضة من قبل علماء الطب والاحياء للبحث عن أي شيء يقودهم الي علاج ومقاومة كثيرمن الأمراض التي استعصت على ماهومعروف من الأدوية والعقاقير وحققوا نتائج هامة لا تنكر وقد تحققت الاستفادة من نتائجه في أمور هامة أخرى طبية وجنائية وأمنية .
هذا والله تعالى اعلم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٤/١١/٤ هجرية
كفيت ووفيت ابا سليمان