عندما نتحدث عن الفلسفة تستنفر الناس عقولها وتشحذ أدمغتها وكأنها ستدخل في معركة حامية الوطيس أو ستخوض حربا ضروس ولكن الفلسفة أو التفكير الفلسفي في مكنونه ما هو إلا تحديد المنطقيات الأساسية في حياتنا اليومية، فالفلسفة تكتسب من مجالسة الناس والحوار معهم في شتى مناحي الحياة فتلك الحوارت البسيطة مع ذوي الخبرة في الحياة تنمي الفكر وتثري المكنون الثقافي فتتحول مستويات التفكير البسيطة لدينا لدرجات فائقة في الحكمة تجعلنا أكثر حنكة في إدارة ملفات الحياة ومواجهة كل مصاعبها بحكمة وتعقل.
فمخالطة البسطاء وذوي النظرة المبسطة للحياة الذين يأخذوننا بعيدا إلى مساحات خالية من التعقيد مما يجعلنا أكثر قدرة على التفكر والتدبر. سقراط خالط عامة الناس، يجادل ويحاور كل من يقابله في الشارع، فاكتسب فلسفته العميقة. أما أفلاطون فقد كان يتحدَّث عن نظرية المُثل، محاولاً تقديم حلول للمشكلات في عالم فريد بلا أخطاء. الفلسفة إذن هي حب الحكمة. وذلك الشغف الإنساني للمعرفة. فقد وصف سقراط نفسه بالفيلسوف؛ رغبةً منهُ في تمييز نفسه عن السّوفسطائيين الذين يدّعون الحِكمة،
الفلسفة اذا هي الحكمة والحكمة كما يقال ضالة المؤمن قال تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) وهذه الحكمة المكتسبة من الحياة نتدرع بها في مواجهة المشكلات وايجاد الحلول و توسيع مدارك الفكر لدينا لنصل إلى صياغة فكرية سلسة غير معقدة
بقلم /نعمه الفيفي