هناك العديد من الأشخاص المقرَّبين، رُبما آن الأوان أن نقول لهم: “عذرا أيها الاحبة، لقد أوشك رصيدكم على النفاد”.
في خِضَم هذه الحياة، وتسارُع خطاها، وكثرة أخطائها، نتناسى أحيانا من يقف بجوارنا، قصدنا ذلك أم أن مرورنا كان سريعا يفوق قدرتنا على التقاط تلك المشاهد والصور.
يُحدثني قائلا: لو كان كابوسًا أو حلمَ ليل مزعجًا، أقسم لك لن أصدق، فما ظنك بما حدث لى واقعا.
ويُكمل لوعته وآلمه في ذات يوم لم يكن كأي يوم، لقد اختلطتْ عليه المشاعر بين ماضٍ أستحضره وأقلِّب صفحاته: حب، وشوق، ووفاء، وبين حاضر خطفته لحظة بؤس ونُكران، وهو يُردِّد مقولتها: ماذا تريد مني أكثر؟
هناك من هم أهم، وعليك أن تبحث عن مكانٍ، وأي مكان هو أولى بك من بقائك.
أنت أخذت مقابل ما أعطيت، ولم تعُد بذات الأهمية لتمثِّل لي شيئا أندمُ عليه إن ذهب.
يا لسخرية الزمن، في ظُلمة ليل، استحلفتها بالله، وهل يَصدأ الذهب؛ فما كان ردًّا وإنَّما حكمة بالغة الأثر. ليس لي بعد حُبك يا خليلي مأكل أو مشرب أو مُستقر.
سارتْ الأيام بنا، أم سِرنا معها، كلها تَتَشابه؛ فالمسيرُ واحد، والنتيجة لم يصل منا أحد.
قبل هذا وذاك، ماذا تعتقد حتمًا؟! سيعود كلٌّ منا إلى حاله، فلم نكن واحدًا، نحن اثنان، وعلينا أن نفترق.
كما كُنت تكره ستعود الآن، فاحفظ ما تبقى قبل أن يأتي يوم آخر أكثر قسوة وأَمَر.
أردف قائلا، والدموع تسبق كلماته: اسمع يا صديقي، إنَّ من يبحث عن أمان في أحضان امرأة جاحدة، كمن يرجو أن ينبت في الصخر الثمر.
اليقين هو الحاضر، والاستنجاد بذكرياتك يزيد من ضباب واقعك، خذ همومك، واجعل منها مرحلة أخرى أكثر تفاؤلًا وتجاوزًا، فلن تقف هنا عمرا، ولن تعيد العجلة إلى الخلف.
لو كانت الأيام تُباع وتشترى، لاستكثرت خوفا أو طمعا، سيان، سمِّها ما تشاء.
ليس العزيز مُخلدا، يوما هنا، وبقية الأيام تسأل ما جرى
تقسم بأنَّك لن ترى، لن تفهم، لن تشعر.. فاصمت عن هذا الهراء.
—————–
ومضة: “كلُّ شيء هنا يقول لها ارحلي”.