إشراقة اليوم الوطني لها دلالات كثيرة في نفوس المواطنين لأنها تحكي التاريخ السعودي بكل ما يكتنزه من أحداث بطولية صنعها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله، وسار على نهجه أبناؤه البررة يرحمهم الله وصولاً الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، حيث مضى قطار التنمية ماراً بعدد كبير من المحطات في كافة المجالات، وأصبحت بلادنا واحدة من الدول الكبرى التي تُضبط ساعات القرار العالمي على توقيتها.
وجاءت الرؤية السعودية لترسم خارطة طريق لملامح المستقبل، ولتتحول الأحلام الى حقائق نزهو بها على مساحات الواقع. ونال القطاع غير الربحي نصيباً وافراً من مستهدفاتها حتى يكون لبنة من لَبنات البناء التنموي.
ولعلنا في ذكرى هذا اليوم نتوقف مع التحولات التي لامست القطاع غير الربحي، باعتباره أحد المسارات التنموية الفاعلة، مقدمين جمعية البر نموذجاً لهذا القطاع من خلال عدد من الخطوات التنظيمية والإدارية التي تم تنفيذها بالجمعية والتي شملت التأسيس لمشروع الاستدامة ودعم المتطوعين والتحول الرقمي والاضطلاع بالمسؤوليات الاجتماعية بأبعادها المختلفة، وقد راعت الجمعية تطبيق أعلى معايير الحوكمة والشفافية في جميع أنشطتها وبرامجها مع الالتزام بالأنظمة والقوانين.
ونشير هنا الى أنشطة نادي البر التطوعي وعنايته بالمتطوعين وحرصه على استنهاض هممهم وزيادة أعدادهم وفقاً لمستهدفات الرؤية التنموية 2030، كما نشير الى جهود الفرق التطوعية بجمعية البر الذين دأبوا على تقديم أطياف واسعة من الخدمات الاجتماعية التي تترجم حجم الوعي بأهمية أداء المسؤولية الاجتماعية في جوانبها المختلفة، وقد برزت جهود هؤلاء المتطوعين في جانب الاستدامة الاجتماعية والبيئية حيث نفذوا عدداً من المبادرات كالتشجير ونظافة الشواطئ والمساجد، إضافة الى خدماتهم الإنسانية والاجتماعية عبر القيام بالحملات التوعوية بالأسواق والمراكز التجارية، ناهيك عن المساهمة في إيصال المساعدات للمحتاجين، وغيرها من المنجزات التطوعية التي تركت آثارها الإيجابية المستدامة على المجتمع.
ولعل من دواعي فخرنا أن تلامس أعداد المتطوعين المسجلين بالجمعية العشرة آلاف متطوع ومتطوعة، قدموا آلاف الساعات التي أثرَتْ العمل الاجتماعي التنموي.
ولا يسعنا في هذه المناسبة الوطنية الكبرى إلا أن نقدم خالص التهاني والتبريكات لقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله، وللشعب السعودي النبيل، سائلين الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان.
*عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة، رئيس نادي البر التطوعي