في هذه الفترة كثرت مقاطع الفيديو التي تظهر البعض وهم يسرفون ويبذرون في النعم التي انعم الله بها عليهم منهم من يغسل يديه بدهن العود الفاخر،ومنهم من يبقر كيسًا مملوءً بالهيل وينثره ،ومنهم من يرمي الطعام في براميل القمامة ، ومنهم من يلبس الناقة بالذهب ، ومنهم من يلبس الغنم بالمصوغات الذهبية ويستعرض بها أمام الناس ،وغيرهم يتضورون جوعًا وينامون وبطونهم خاوية لايوجدون مايسدون به رمقهم ،ومن هؤلاء من يغسل يديه بالدم والعياذ بالله،ومنهم من يغير اسم ولده ويسميه باسم تاجر وهكذا . وكان من الواجب عليهم شكر الله وحمده والثناء عليه بدل البطر والرياء والتفاخر بهذه النعم ألم يقرأوا أو يسمعوا قول الله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) وهذا نهي من الله عزوجل عن الاسراف في كل شيء في الاكل والشرب والملبس.
البعض يدفعون الملايين لإخراج قاتل من السجن ولايدفعون القليل من المال لعلاج مريض ولايدفعون القليل لمحتاج لايجد قوت يومه وليلته.
البعض من الناس غضبان من تصرفات هؤلاء الذين يصورون أنفسهم ويظهرون في المقاطع وهم في بذخٍ وإسراف ٍ وكان الأجدر بهم أن يتصدقوا على الفقراء والمساكين ويذهبوا إلى الأماكن الفقيرة ويتصدقون عليهم ولو بجزءٍٍ يسير قال تعالى :-(قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ [إبراهيم:31]. وقال جل وعلا :-(وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ… [البقرة:195]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم [البقرة:254]. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ [البقرة:267].
وقال سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16].كل هذه الآيات تدعوا الى الإنفاق في سبيل الله وعدم الاسراف و التبذير وقال صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين]. ويجب علينا أن نكون عونا لقيادتنا ولوطننا الغالي في إتباع تعاليم ديننا الإسلامي في عدم الإسراف والتبذير ويجب علينا عدم تداول مثل هذه المقاطع التي تدعو الى الإسراف والتبذير وخصوصاً أن بلدان كثيرة من حولنا تعاني من الفقر والمجاعة .
ويجب الأخذ على أيدي هؤلاءالعابثين بهذه النعم الذين يصورون أنفسهم وينشرون مثل هذه المقاطع بأن يغرموا بغرامات مالية تكون ريعها للجمعيات الخيرية ولكفالة الأيتام ولجمعية تحفيظ القرآن الكريم ويجب التشهير بهم في وسائل الاعلام المختلفة حتى يكونوا عبرة لغيرهم .
وبشكر الله تدوم النعم قال تعالى :
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }.
النحل112
ويجب عليهم التوبة والاستغفار
وعلينا شكر النعم بعدم التبذير والهياط
بقلم إبراهيم النعمي