وقف العصفور على الغصن منتشيًا يغني للصباح، صغيرتي تلعب بقدميها في الماء، لم تمنعها روعة الماء وهو يدغدغ قدميها الصغيرتين من الاستماع للعصفور، قلت لها والعصفور يفتح فمه ليشرب من قطرات الندى على الغصن :كم عدد أسنان العصفور؟ ضحكتِ الصغيرة وارتفع صوتها، هرب العصفور من ضجيج ضحكي وضحكها، قالت لي: كم عدد أسنانك يا أبي؟
فاجأتني بسؤالها!! أدخلتُ أصبعي في فمي. لأحصيها ، قالت لي : لا تضع أصبعكَ في فمكِ، قلتُ لها لا أعرف ، لم يسألني أحدٌ قبلكِ ، لكنني معي أسنان؛ فهل للعصفور أسنانٌ مثلي، قالت لي عندما كان العصفورُ يغني لم أرَ حول منقاره من الداخل شيئًا، يبدو أنه بلا أسنان، هل تستطيع أن تُغني لي في غياب العصفور، كان الجو رائعًا ومناسبًا للتغريدِ كالعصافيرِ تمامًا، بدأتُ أدندنُ ورأسها على فخذي وأنا أحرِّكُ فخذي لتنتعش مع صوتي، عاد العصفور إلى الغصن، أردتُ أن ترى فمَ العصفور، وجدتُها قد نامت على فخذي، سألتُ نفسي عن أحلام الصغيرة ، لم تستغرق في نومها، فركتْ عينيها، قالت لي: كأنني نمتُ، قلتُ لها لقد نمتِ وحضر العصفور، لقد كان فمه ممتلئًا بالماء وبعض الأوراق الخضراء، قالت : لقد همسَ في أذني عندما غفوتُ، لقد أطبق بفمه على أذني، لم أشعر بأشياء حادة، انظر إلى أذني! هل ترى أثرًا لأسنان، قلتُ لها لقد أجبتِ ياصغيرتي، سأغني لكِ كالعصفور، لا تسأليني ثانيةً كم عددُ أسنانكَ؟
المشاهدات : 43800
التعليقات: 0