اختلاف الناس هو الطبيعي وتعدد الآراء وتنوع مصادرها هو الطبيعة بعينها.
أنت ترى الأشياء دائماً من خلال نظرتك الشخصية وخلفيتك الثقافية والمجتمعية وعليه سأقبل منك كل ذلك في حدود دائرتك الخاصة.
وهذا يجعلنا نتساءل ماذا يعني لك أن تتعايش مع أفكارك وتعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد عندما تقنع نفسك بأنك لا تملك أكثر من أن تعايش ما تظن أنه واقع (تعيس) وليس لديك القدرة على مجاراته فاظهرت جانب الرضا والقبول اعتقادا منك بأنَّه المعنى الحقيقي للتعايش.
لدي خيبة أمل في تعاطي البعض منَّا مع واقع حياته فعندما تسأله لماذا؟
يقول لك وماذا تريد مني أن أفعل حاولت كثيرًا ولكن أنا الآن أعيش بسلام بعد أن رضيت بما قدر لي وتعايشت معه وأصبح جزءا من ثقافتي.
هنا يزداد الأمر سوءًا وسنظل نطرح هذا السؤال وهل تعتقد بأنّ صمتك وقبولك بذلك تعايش أم هو تقصيرك وتهاونك؟
أن تبقى ساكنا وغير فعال وتنتظر من يُغير واقعك ثم ترمي تراكمات أخطاء كنت جديرا بمعالجتها ومناقشتها وتقديم الحلول لها ويؤسفني القول ليس هذا تعايشا وإنما قبول غير مبرر وضعف لا يخدم مجتمعا أو يساهم في بنائه.
كان طموحي كبيرًا جدًا ولكن للأسف نعم للأسف فأنت لم تقدم مايشفع لك ثم عدت أدراجك وقبلت بالأدنى واعتقدت أنّ عليك أن تقف هنا.
لن يأتيك شيء لم تذهب له الحياة تمضي ولن تعود وعليك أن تقف كتفًا بكتف وتنظر إلى من يسبقك دائماً دون نظرة الخجل والوجل التي ترافق خطواتك.
الجميل فينا ليس أجمل من لحظات حزن وبكاء وتعايش مصطنع ندعيه لتقصيرنا وعدم قدرتنا على مسايرة العالم من حولنا نرضى بالواقع ثم نندب الحظ والفرصة والمدير والشارع والإشارة وسيارة جارنا ومصعد منزلنا ومن بقي نحمله ماتبقى من أعذار واهية تؤخر ولا تقدم.
كان لي شرف التعايش مع من يجمعني بهم حب ولقاء وتقارب وأفكار تخدم مجتمع وتنشد إثرائه ثم تباعدت الأفكار وثناثرت الأحبار وتواترت الأخبار بأن التعايش هنا ليس إلا فكرة تخطاها الزمن ليس لخطأ فيها وإنما لتقبلنا بأنها جزء من ثقافتنا نعتنقه فجأة ثم نتعايش معه ونضعه في أدراج الماضي وقد نعود له كذكرى جميلة نتحدث عنها في أوساطنا القريبة بشيء من الزهو أحياناً وألم في أحيان أخرى.
لا تذهب بعيدًا فعودتك ستكون أكثر مشقة قارب الخطى لتصل بأمان.
لماذا نحكم على الأشياء قبل أن نبدأ ولماذا نبدأ ثم نتراجع هل أحلامنا قاصرة؟
من يُفكر في الطريق فقط فلن يطرق باباً حتى لو فتح له ومن يضيء شمعة في ليل دامس سيرى ويتلمس دربه ويمضي أينما يريد.
ومضة:
لا تسألني أين ستذهب اليوم فأنا لا أعلم ولكن قل لي ماذا ستفعل غدا.