في قرية “عدوة أثقب” بمحافظة الحايط بحائل؛ اكتسب المعالج الشعبي حامد ماطر الشويلعي، البالغ من العمر ٦٩ عاماً، والمتقاعد من أرامكو السعودية؛ شهرة واسعة في معالجة عرق النسا والجلطات الدموية من مختلف أطراف الجسم بـ”الفصد”، كأحد أقدم العلاجات الفعالة في استخراج الدم الفاسد.
يقول الشويلعي لـ”سبق”: “أعالج الجلطات، والتجمع الدموي، وعرق النساء، وأنا متخصص فيها منذ مدة طويلة”.
ويضيف: “الجلطات يتم علاجها بـ”الفصد”، و”الفصد” هو من العلاجات الشعبية التي كانت شائعة قديماً؛ إذ أقوم بإحداث شق أو قطع في الوريد أو العرق لإسالة الدم منه، وإخراج الدم الفاسد من الجسم دفعاً للمرض وحفاظاً على صحة الإنسان”.
وعن الأدوات التي يستخدمها في الممارسة؛ يقول: “أستخدم أمواس الجراحة مع أدوات التعقيم التي يتم شراؤها من الصيدليات الخاصة لعلاج المرضى”.
وبسؤاله عن الضرر الذي قد يهدد حياة المتعالجين بـ”الفصد”؛ أكد الشويلعي أن التجربة الطويلة والخبرة في ممارسة هذا النوع من العلاج، والحفاظ على نظافة أدوات المعالجة؛ كفيلة بتجنب العديد من المخاطر والأمراض مثل النزيف، والتهاب الوريد، والكدمات، وانتقال الأمراض الفيروسية.
وينصح بعدم اللجوء للفصد إلا بعد انتفاء كافة أنواع العلاجات الطبية الأخرى.
وعن الفرق بين الحجامة والفصد، قال الشويلعي: “الحجامة: حبس الدم من خلال قمع يلصق بالمنطقة التي يرغب في إخراج الدم منها، ثم سحب الدم بالضغط والتشريط بالموس على الجلد.. أما الفصد: فهو حبس الدم في إحدى العروق حتى يبرز العرق بامتلاء الدم، ثم يشرط خفيفاً بالموس فيخرج الدم الفاسد بلونه المائل للأسود”.
وبسؤاله عن كيفية تعلم هذه المهنة، قال: “إنه تعلمها من خلال ملازمته للمعالج الشعبي المعروف الحميدي الرشيدي، رحمه الله؛ حيث بقي معه سنوات طويلة لأكثر من 30 عاماً حتى عرف أدق تفاصيلها، والمعلومات الضرورية”.
وعما يردده بعض المعالجين الشعبيين من أن رأس الإنسان ينسم هواء؛ أكد الشويلعي صحة ذلك، قائلاً: “نعم، ينسم رأس الإنسان، ويتم علاجه بالكي؛ ما عدا الصداع المستمر؛ فعلاجه الفصد. ومدة الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى، وتتفاوت المدة بين المرضى؛ كل حسب حالته الصحية؛ لكنها تتراوح ما بين ١٤ يوماً إلى ٢١ يوماً، وتوجد حمية للمريض على حسب الحالة”.
وعن علاج “عرق النسا”؛ كشف الشويلعي أن فصد عرق النسا يكون بحبس الدم من الورك برباط قوي حتى يصل إلى الركبة، وينتظر حتى يظهر العرق في أسفل القدم قبل إصبع الخنصر، ثم يشرط المكان المؤلم بالموس حتى يخرج الدم الفاسد.
وعن عروق الدم التي يتم فصدها، قال: “في الجسم حوالى ثلاثون عرقاً منها في الرأس، وفي الذراع واليد، والساق والرجل.. إلخ”.
وبسؤاله عن الفرق بين أمراض النساء والرجال؛ قال: “لا يوجد فرق بين الرجال والنساء في الجلطات وعرق النسا؛ فالجسم البشري واحد”.
وعن استغلال بعض مدعي العلاج الشعبي هذا النوع من العلاجات للظهور الإعلامي في وسائل الإعلام المختلفة، ومواقع التواصل الاجتماعي. قال: “لا أعالج إلا لوجه الله، ولا أشترط على المرضى مقابلاً مالياً أبداً، فقط الدعاء”.
وأكد أن زواره من مختلف مناطق المملكة، ودول الخليج المحيطة، يأتون لمنزله في القرية.