استحدث القائمون على جناح الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين بـ”الجنادرية 33″ وللمرة الأولى مجسّماً تقريبياً للكعبة المشرّفة، وما تحتويه من الداخل، وكيف يتم تنظيفها والعناية بها، وذلك في مشهدٍ ذَرفتْ له العيون، ولم يسبق للكثير رؤيته.
وسمح القائمون على الجناح للزوار بالمشاركة في حياكة وتطريز حزام الكعبة المشرّفة التي سترتديه يوم التاسع من ذي الحجة المقبل، حيث يتم العمل عليه لمدة شهرين مقبلين في مصنع الكسوة، بعد أن تم إنجاز نصف العمل على أرض الجنادرية تمهيداً لتعليقه هناك.
وعن المجسّم التقريبي للكعبة المشرّفة وما تحتويه من الداخل، قال وكيل معرض عمارة الحرمين الشريفين “حامد الثبيتي” “: تحتوي الكعبة المشرّفة من الداخل على 3 أعمدة خشبية يرتكز عليها سقف الكعبة المشرّفة، بالإضافة لصندوق خشبي يوضع بالداخل؛ ومؤرخ من عام 1404هـ، وصنِعَ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.
وأضاف “الثبيتي” يقول: تكمن وظيفة الصندوق الخشبي في حفظ أدوات الكعبة الخاصة بغسل الكعبة، ولا يتم غسيلها من الداخل سِوى مرّة واحدة كل عام، وتحديداً في شهر محرّم.
وواصل “الثبيتي” حديثه عمّا تحتويه الكعبة من الداخل، قائلاً: “يوجد باب يسمّى باب التوبة، صنِعَ عام 1397هـ في عهد جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز –طيّب الله ثراه- كما يوجد موضع صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم داخل الكعبة، ووضِع بشكلٍ إيحائي وتقريبي”.
وعن الكسوة الداخلية للكعبة وما تتميّز به قال: “تكتسي الكسوة الداخلية اللون الأخضر، والتي وضِعت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله- ولا تزال حتى وقتنا الحاضر، وتتميّز بأنها لا تستبدل في كل عام كالكسوة الخارجية للكعبة المشرّفة التي يستغرق نسيجها سنوياً من 7 إلى 8 أشهر حتى يتم الانتهاء من النسيج كاملاً، ويكون ذلك في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرّفة التابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي”.
وتابع: “تتكوّن الكعبة المشرّفة من الحجر الأسود، والأركان اليمانية والشامية والعراقية، ويتميّز الباب الخارجي للكعبة بكونه مصنوعاً من الذهب الخالص، ويبلغ وزنه 280 كيلوجراماً، وبقيمة إجمالية 13 مليون ريال، وبطول 318 سم، وعرض 171 سم، بينما يبلغ سمكة نصف متر”.
كما يشتمل الجناح على قسم يوضح تطور عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي والتوسعات الضخمة التي شهدها الحرمان خلال العهد السعودي الزاهر، وتعريف بمكتبات الحرمين الشريفين ودورها في نشر رسالة الحرمين الشريفين العلمية، وتزويد الباحثين والمطالعين بالمعلومات والمعارف التي يحتاجونها.
ويهتم الجناح بالتعريف بالأنشطة التوجيهية والإرشادية والتعليمية بالحرمين الشريفين وتوزيع المطويات والكتيبات الإرشادية بعدة لغات وإقامة دروس الحرمين الشريفين، وأيضاً التعريف بمعهد الحرم المكي ومعهد الحرم النبوي، وكلية الحرم المكي وكلية الحرم النبوي بأقسامها “القرآن وعلومه والسنة وعلومها والشريعة”.
إلى هذا لم تنسَ “الرئاسة” أدق التفاصيل في عرضها أمام الزائر، فهناك قسم خدمات النظافة والفرش، حيث تتدلى من سقف الجناح السجاد وعلى أطرافه تواريخ الاستخدام في العقود الماضية، وكذلك أدوات غسل السجاد، وتنظيف الأرضيات، والمكائن والأجهزة التي تستخدم في النظافة وغسل السجاد، ثم مراحل تطور خدمات سقيا زمزم خلال العهد السعودي الزاهر، وتطور خدمات العربات بالحرمين الشريفين.