في عمر السابعة انبثق في قلب ريما الحربي شغف برياضة الهجن، بينما كانت تلهو على ظهور الهجن في أرض الأجداد على صوت أخفافها تضرب الأرض كما تقرع الطبول، ورثت حب ركوب الهجن من أجدادها وعائلتها وكبرت بين أفراد يجعلون من الهجن جزء لا يتجزأ من هويتهم.
وفي عمق أرض العلا كتبت قصة شجاعة وشغف ملهم لتصبح أول هجانة سعودية تعانق المجد في عالم رياضة سباقات الهجن، ولفهم هذه القصة يجب أن نعود إلى أصولها حيث بداية لتاريخ خالد.
ما بين الـ 9 والـ 10 أعوام بدأت ريما المشاركة في السباقات الغير رسمية للهجن والتي تقام على مستوى المناطق والمحافظات، وتحديدًا في المدينة المنورة، أعلنت أول تحدياتها وشاركت مع مجموعة من الأطفال الذكور، وكانت الطفلة الوحيدة بينهم.
كانت رحلة ريما مليئة بالتحديات، وكانت تناضل في عالم يعتبر الهجن رياضة مقتصرة للرجال، لكنها لم ترضخ للعقبات بل استمرت في السعي نحو تحقيق أحلامها وتوج سعيها بجهود السعودية في إدخال العنصر النسائي في القطاع الرياضي.
شاركت ريما في النسخة الأولى من كأس العلا للهجن 2023 كأول هجانة تشارك في شوط الماراثون الرجالي.
وكانت اللحظة المفصلية في مشوار ريما، وصولها لسن الـ 22 عاماً حين شاركت في المعسكر التدريبي الذي نظمه الاتحاد السعودي للهجن لتأهيل الهجانات للمشاركة في النسخة الثانية من كأس العلا للهجن معلنة بداية فصل الإنجاز.
كانت ريما مستعدة للمنافسة مع أفضل الهجانات من 11 دولة للمشاركة في الشوط السادس ضمن فعاليات كأس العلا للهجن استطاعت ريما أن تبرز بأداء استثنائي من بين 22 هجانة، من هنا سجلت التاريخ عند بلوغها خط النهاية وتحقق لقب أول هجانة سعودية.
أصبحت ريما الآن رمزاً للإصرار والتميز، أثبتت أن الأحلام يمكن تحقيقها بالعزيمة والتفاني وسطعت نجمتها في سماء رياضة سباقات الهجن، وتركت بصمتها في تاريخ هذه الرياضة ومعلنة تحدي جديد لتمثيل الاتحاد السعودي للهجن في المحافل العالمية وتظل مقولتها الشهيرة “ان استطعتم الحقوا بنا”.
وكانت فعاليات كأس العلا للهجن قد انطلقت الأربعاء الماضي على أرض ميدان العُلا للهجن، حيث تتجاوز قيمة الجوائز فيها الـ 80 مليون ريال، وتقدم فيه كؤوس مرموقة تخلّد إنجازات الفائزين.
الأخبار الرياضية