تحدث عنه وعرفه الكثير ويسعى له الجميع .
وهنا سأتحدث عنه بمفهومي الخاص ؛
السلام الداخلي عبارة تصف حالة من الهدوء والاتزان النفسي والروحي والفكري والصلح والتقبل للذات .
لن يصل أي إنسان لمرحلة السلام الداخلي ؛
إلا بعد صراع وتحدي داخلي وخارجي ربما يمر به الإنسان لمدة سنوات طوال أو لسنوات قليلة أو بعد مدة وجيزة فكل إنسان على حسب قدرته التي منحها الله له .
لن يصل الإنسان إلى السلام الداخلي إلا بعد تمحيص كبير
وغربلة متعبة تجعله يرتطم بأمواج نفسه أولًا وبمن حوله ثانيًا وبالمجتمع والعالم ثالثًا .
فكل مرحلة عمرية يمر بها الإنسان يوجد صراع وتحدي خاص لهذه المرحلة .
الانتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة صراع
ومن مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب صراع
ومن الشباب إلى النضج ومن النضج إلى الكهولة والشيخوخة إلى أن يتوفاه الله يظل في صراعات مختلفة ومتنقلة .
ومن هنا تكمن لذة ومتعة الحياة !!
ولكن كيف يصل إلى السلام وهو في هذه الصراعات والتحديات ؟!.
سيصل إليه عندما يكن على دراية ووعي بذاته يدرك عواقب الأمور بتلك الصراعات التي يمر بها يمنح نفسه فرصة التعلم والفهم والاستقبال والتقبل والرفق والتروي والتخطي برفع الجهل عن نفسه ؛ ليكن في ثبات واتزان ورضا مهما واجهته التحديات .
الصراعات ليست سئية بقدر أنها تهذب وتروض النفس والفكر لكي ترتاح الروح ويرتاح القلب وتهدأ وتطمئن النفس ويكن الإنسان صالح سوي ، ويقل خطئه ويكثر صوابه .
ولكن إن تركها وهرب الإنسان من صراعاته الداخلية ولم يقف معها وقفة جادة وقفة محب لطيف رفيق لحاله
سوف تقوده إلى مالا يريده ؛ وسيظل في وحل ودوامة
صراعات وتحديات عمره كل ما أنتهت مرحلة أتت الأخرى .
وهيهات هيهات كيف السبيل و النجاة .
فلم أجد أشد من الجهل بالنفس خير معين على التخبط
وعلى الخلل في اتزان النفس فوالله الجهل هو سبب من أسباب عدم السلام الداخلي .
عندما يجهل الإنسان معرفة نفسه ومعرفة من حوله
عندما يجد صعوبة في التواصل الجيد مع ذاته ومع أعماقه .
نجده في حالة عدم رضا حتى لو عرف كل شيء وعلم بكل ما يحيط به وجهل نفسه وكان هو الخصم العدو لها .
أخبروني بالله عليكم كيف يصل للسلام وهو لم يسلم ويصافح ذاته ويحبها ويتقبلها ويرفق بها بالله عليكم كيف يتزن ؛ وهو لديه خلل ومشكلة حقيقة مع جلساته الذاتية التي لابد منها .
نجده يمنحها كل شيء من ملذات الحياة التي تنفعه والتي تضره وكلما رغبة أعطاها بلا رقيب ولا حسبان في لحظات هروبه بعدم مواجهة نفسه والصدق معها والترفع بإصلاح عيوبه وسلبياته.
ومن ثم يطلب السلام الداخلي والرضا والراحة لن يجدها
وأراهن على ذلك .
همسة أخويه …
تواصلوا مع ذواتكم وأعماقها وأصلحوا ما بينكم وبينها
تصلوا إلى السلام الداخلي مرحلة ملكية جميلة جدًا
لا يضاهيها أي جمال .
لحظة ..
كلنا نحتاج لمعين والله هو خير معين .
“والمؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف ”
“والمؤمن قوي بإخوانه ضعيف بنفسه ”
وفي الحديث يقول ﷺ: مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه.
قودوا بعضكم البعض إلى السلام الداخلي فمن علم يُعلم من جهل ومن قدر يساعد ويعلم ويأخذ بيد من لم يقدر ؛فربما كلمة تصلح حال أخيك المسلم وتعينه وتقوده إلى النجاة والاطمئنان ليكن بخير وفي سلام .
وأخيرًا وليس بأخر
يقول ابن القيم رحمه الله: “فهي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهو القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل سكنه محبة المخلوقين ولابد، وهو اللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو وما هو عليك ولابد، فاختر لنفسك إحدى الخطتين، وأنزلها في إحدى المنزلتين” [الوابل الصيب1/111].
أسأل الله العلي القدير بأن يجعلنا من أهل السلام ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا آمين
ماجدة الشريف
طرح جميل عن السلام الداخلي سلم قلمك
النبيل صديقتي ماجدة
السلام في المقال وصل إلى قلبي واحسست به 🤍 شكرا لهذ الطرح الرائع
ماشاءالله روعه😍👍🏻