أعلنت مؤسسة غبشة للفعاليات بالتعاون مع جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بدولة الإمارات، مساء الأحد 5 مايو الجاري، عن انطلاق الفيلم الوثائقي “حوالة” للمخرجين أنيس مولي وصباح بنزيادي، وذلك خلال اللقاء الذي نظمته المؤسسة على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال 33.
ويعد فيلم “حوالة”، الذي تبلغ مدته 59 دقيقة ويتناول قضايا الهجرة إلى أوروبا وهو من إنتاج اتحاد الإنتاج السينمائي الإيطالي التابع لرئاسة مجلس الوزراء بإيطاليا بالشراكة مع مؤسسة غبشة وجمعية الفجيرة الثقافية بدولة الإمارات.
وأعرب خالد الظنحاني رئيس مؤسسة غبشة الإماراتية، رئيس مجلس إدارة الجمعية، عن سعادته بالشراكة المثمرة مع المخرجين أنيس مولي وصباح بنزيادي في إطلاق الفيلم الوثائقي “حوالة”، وقال “إن السينما ملهمة الشعوب ومرآة لحالها وأحوالها وطاقة خلاقة تنير دروب المعرفة وتنمي الفكر الإبداعي، ومن هذا المنطلق، أطلقنا مؤخراً نادي الفجيرة للسينما كمبادرة فكرية تحمل رسائل ثقافية وسينمائية للمجتمع المحلي، والدولي أيضاً بهدف توسيع آفاق الوعي الثقافي والانفتاح على الآخر والتلاقح الحضاري بين الأمم”.
وأضاف الظنحاني “أن عملنا في مجال السينما يهدف إلى تعزيز الحس الفني لدى المبدعين في المجال السينمائي، وفتح آفاق العطاء الثقافي للكفاءات والخبرات وإطلاق المواهب ودعمها وتسليط الضوء على التجارب الفنية المتميزة والأفلام الجادة، والاحتفاء بمختلف أنواع الفنون البصرية والأدائية للمساهمة في التثقيف الفكري والفني لمختلف فئات وشرائح المجتمع، وهذا ما دفعنا للمشاركة في إنتاج فيلم “حوالة”.
وأشار إلى أنه من خلال العلاقات الثقافية الواسعة التي تتمتع بها جمعية الفجيرة ومؤسسة غبشة على المستويين المحلي والعربي، سنعمل على إشراك فيلم “حوالة” في أبرز المهرجان السينمائية العربية، مؤكداً أن فيلم “حوالة” يستحق المشاهدة، كونه يتناول قضية إنسانية راهنة، في الوقت الذي ارتفعت فيه حدة الهجرة غير الشرعية من الجنوب نحو الشمال إلى درجة أنها باتت قضية عالمية.
ومن جهتها، أوضحت الفنانة صباح بنزيادي مخرجة فيلم “حوالة”، أن “فكرة الفيلم جاءت نتيجة تفاعلنا المستمر مع أوضاع اللاجئين الذين يصلون إلى أقليم صقلية الإيطالي. وقد تم تمويله من قبل مكتب رئيس الوزراء الإيطالي، إذ أردنا أن نوضح طريقة معاملتهم هنا والرحلة التي يقومون بها بدءًا من بلدانهم الأصلية وإنتهاءً بإيطاليا خصوصاً وأوروبا عموماً حيث تبدأ المأساة داخل أسرهم، وفي بلدانهم الأفريقية التي تعاني من الصراعات الاجتماعية والحروب والمجاعات وتستمر في أوروبا أيضاً. وأضافت “كما أننا قبل البدء بتصوير الفيلم قمنا بتنظيم دورة إخراج سينمائي في المدارس لتشجيع الشباب على صناعة أفلام استقصائية في المستقبل”.
وقالت بنزيادي “لقد كان تنفيذ هذا المشروع صعبًا جداً ولكنه في الوقت ذاته مُلحّ، ويبدو أن الجمهور قد فهمه جيدًا وذلك لما حقق الفيلم من نجاح باهر خلال عروضه في إيطاليا، في سينما جوديوم في باليرمو، ومهرجان شاكا السينمائي.. إنها سعادة كبيرة بهذا النجاح كونها خطواتنا السينمائية الأولى فهو أول فيلم وثائقي لنا على الإطلاق، وهذا ما يشجعنا على بذل المزيد من الجهد في المستقبل”.
ولفتت إلى أن المنتج المعروف سينو كاراكابا من مهرجان شاكا السينمائي والفنان فابريزيو أميراتا مدير سينما جوديوم في باليرمو قدّروا الفيلم كثيرًا، وطالبوا بعرضه مرة أخرى في مهرجانات سينمائية أخرى في شاكا وفي جميع أنحاء إيطاليا للتنافس على الجائزة الأولى في التصوير السينمائي”.
وشددت بنزيادي على ضرورة عرض حكايات المهاجرين ومعاناتهم الإنسانية في كل العالم، فهي قصص بحاجة إلى أن تُروى وتُسمع وتُنشر، ونأمل أن يتم عرض الفيلم في المستقبل على القنوات التلفزيونية الأفريقية لكشف المآسي التي تعاني منها الشعوب الأفريقية، فضلًا عن عرض التحديات الاجتماعية التي تواجههم في إيطاليا، بمعيشتهم المريرة فهم أشخاص لا صوت لهم وغالبًا ما يكون عملهم منخفض الأجر، ويُحرمون أحيانًا من فرصة استئجار منزل.
وفي ختام الحفل، أعربت صباح بنزيادي عن سعادتها لزيارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب والمشاركة في حفل الإعلان عن اطلاق الفيلم في منطقة الخليج الذي نظمته مؤسسة غبشة بالتعاون مع جمعية الفجيرة الاجتماعية برئاسة الدكتور خالد الظنحاني الذي منحنا الفرصة لفتح الأبواب أمام العالم العربي، والترويج للفيلم بين الأوساط الثقافية والاجتماعية الخليجية.
وتوجهت بنزيادي بالشكر والامتنان لجمعية الفجيرة الثقافية ومؤسسة غبشة الإماراتية على تنظيم اللقاء، كما شكرت فريق العمل والإنتاج من جمعية السينما للجميع برئاسة المخرج أنيس مولي وكاتب السيناريو سمارة مولي والمنتج المشارك خضرة بنزيادي وجميع موظفي المؤسسة الذين عملوا في إنتاج الفيلم الوثائقي رغم كل التحديات.