ألقيت هذه القصيدة ليلة الأربعاء الموافق١٤٤٥/١١/٢١ في حفل تكريم الزميل الأستاذ: الحسن بن أحمد آل خيرات إثر تقاعده النظامي .
حديث القمر
أريــــد قــبــل غــنـائـي أن أرى الـقـمـرا
وأن يــكــون الــتــذاذي مــنـه مـعـتـبرا
وأن أحــــدثــــه عــــنـــه فــيــخـبـرنـي
أن قــد صــدقــت ولــكـن لازم الــحـذرا
وأن أرش عــلـيـه الــعـطـر مــنــه فــمـا
عــطـر كــذكـر لـــه قــد فــاح وانـتـشرا
وأن أُأذن فــي الأفــــاق حـــيَّ عـــلـى١
هـذا الـهـوى فـيـعيد الـشـعر لــي عـمرا٢
وأن أمـــتــع طـــرفــي مــــن مـهـابـتـه
كــأن رأيــت حـسـينا فـيه حـين سـرى
وأن تــكــون قــريـش كـلـهـا حــضـرت
في شخصه محضَ سادات ورأسَ ورى
وأن أُهـــيــأ لــلأضــيـاف مـــــن يــــدهِ
ـ سـحـاء تـمـطـرـ بـاقـاتٍ وطُـعـْمَ قِــرى
لــكـي تــقـول الـمـعالي وهــي صـادقـة
أنـــا لـــه وهــو لــي إن شـئـتم الـمـطرا
وأن يــكــون ضــيـائـي مــنــه مـقـتـبسا
لــكـي أضـــيء فـجـاجـا أظـلـمت قــدرا
وأن أُذيـــــق ظـــمــاءً مـــــن عــذوبــتـهِ
هل يعرف الشمع طعم الشهد حين جرى!
وأن أردَّ لــبـــانـات الـسـنــيـن وقـــــــد
مـضـيـن… كـــان بـعـيدا يـنظـم الـــدررا
وكــنـت أعــدو بـمـضـمـار الـمـعـاهد هـل
تُرى وصــلــت إلـــى مــا رمــتـه وطــرا؟
هــــذا زمــيـلـي فـقـولـوا عـــن زمـالـتـنا
مـــرت كـأجـمـل حــلـم أشــعـل الـفـكـرا
والــيـوم جــئـت أهــنـي صــار يـجـمعنا
لـفـظ الـتـقاعد ..هــل عـاد الـزمان ورا؟!
فــتـى تـقـاعـد لــكـن مـــا تـقـاعد عــن
جـمـيـل فــعـل ونــفـع يــخـدم الـفـقـرا
ولـــم يــكـن سـيـبـه لـلـناس مـنـحـصرا
فــي الـنـابهـين وفــي الـطلاب والـشعرا
بــــل كــلـنـا قـــد نـهــلـنا مـــن مـحـبـته
ومــــن تــواضــعـه جــــئـنـا لــــه زمــرا
هــذي الـجـمـــوع دلـيـل أنــه رجــل
قـد كان يغـــرس في أرواحنا الشجرا
لـــذاك أثـــمــر حـبـا وارفــا وجـنــى
فــمـــا أجـــلَّ ومــــا أحــلاه مـدخـرا
أبـــــا مـســاعـد الـمـحـبو بـخـير أب
أشـدت قـصـر إخـــاء لـم يكن حجرا
وقـــد غــزوتَ بـطيــب مـنك أفـئدةً
طرا تفديــك فانظـر في العيون تـر
أدام ربـــك مــا أولاك مـــن حـســـنٍ
ولا يــزال عـلـيك الـخــير مــنـهـمـــرا.
الأستاذ علي خرمي -جازان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
١/إشارة إلى ديوانه الشعري؛حي على الهوى.
٢/ عمر بن أبي ربيعة؛شاعر القرشيين.