كشف الضابط في الجيش الأمريكي، ويل باردنويربر، تفاصيل مثيرة عن حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في زنزانته أثناء محاكمته، ومواقفه وعاداته اليومية وعلاقاته مع حراسه الأمريكيين. وأوضح الضابط في كتاب له صدر بعنوان “صدام حسين وحراسه الأمريكيون، سجين قصره”، أن الوحدة 515 التابعة للشرطة العسكرية الأمريكية بالعراق كانت معنية بحراسة صدام في زنزانته التي كانت داخل قصر له على ضفاف نهر دجلة. وأشار الكاتب نقلا عن حراسه إلى أن صدام كان يستمتع كثيراً بالجلوس على كرسي صغير خارج الزنزانة وأمامه مائدة صغيرة عليها علم عراقي صغير، يكتب عليها ويدخن سيجار كوهيبا الكوبي الفاخر. وبيّن أن صدام كان يهتم كثيراً بطعامه، يتناول فطوره على مراحل، في البداية يتناول العجة وبعدها قطعة حلوى وفي الأخير الفاكهة، وكان يستمع إلى الراديو ويتوقف عن البحث عن محطة راديو أخرى لدى سماعه المطربة الأمريكية ماري بليج. وقال إنه كان يحب ركوب الدراجة الهوائية التي كان يسميها “المهرة”، وكان يمازح الحراس ويقول إنه غزال يقوي سيقانه عبر ممارسة الرياضة كي يتمكن لاحقا من القفز فوق أسوار السجن. وأشار إلى أن الرئيس الراحل كان يبدي اهتماما بالحياة الخاصة للحراس ويسألهم عن أفراد أسرهم، إلى درجة أنه كتب قصيدة لزوجة أحدهم، لافتا إلى أن العديد من الحراس كانوا متزوجين ولديهم أطفال، فكان يتبادل الأحاديث معهم عن المشاكل التي يواجهها الآباء مع الأبناء. وروى الكاتب قصة تحدث بها صدام عن ابنه عدي الذي قام بإطلاق النار على رواد أحد النوادي الليلية في بغداد فقتل وأصاب العشرات، الأمر الذي أثار غضبه فقام بإضرام النار بكل سياراته، حيث كان عدي يمتلك العديد من السيارات الفارهة مثل “رولز رويس” و”فيراري” و”بورش” وغيرها، لافتا إلى أن صدام كان يستمتع بالنظر إلى النيران. وأكد الضابط أن صدام كان غير معني بالدفاع عن نفسه خلال المحاكمة، كونه متأكدا من حكم الإعدام. وشدّد على أن اللحظة الأقسى في حياة حراسه كانت تسليم صدام يوم تنفيذ حكم الإعدام، حيث عانق صدام حراسه، ووقتها بكى بعض الحراس لحزنهم على فراقه، واصفين تلك اللحظة بالغريبة.
عام