يقولون أن الشئ الوحيد الذي يتوقف عنده الزمن هو الصورة، لكن من قال بهذا نسي أن الصورة قد تنتظر اختها حتى لو بعد عشرات الأعوام لتقف جوارها لتحرك الزمن وتغيره ليصبح واقعا جديدا يتغير في الصورة.
حدث هذا حينما ارتدت “روضة السبلة” بالزلفي حلتها الخضراء لتشاهد شابين احتضنا أباهما المسن ليأخذ معهما صورة في اللون الأخضر النبيل كقلبيهما، مسجلين نفس موقفه حينما حملهما صغارا في نفس المكان منذ 38 عاما.
و تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، صورتين يظهر في الأولى أب يحمل ابنيه في روضة السبلة بالزلفي عام 1402، وبعد مرور 38 عاما الابنان يحتضنان الأب في نفس الروضة.
وتفاعل الرواد مع الصورتين حيث علق أحدهما: “بالأمس كان أبي سندي واليوم أنا سنده”، وعلق المحامي سعد الغنيم أنه مع مرور الأعوام نمر بعوامل أشبه بالتعرية نقاومها ثم ما نلبث أن ننهزم أمام قوتها.
في حين استشهد المغردون بقوله تعالى: “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”.
الجدير بالذكر أن “روضة السبلة” تعد إحدى الحمى التاريخية الشهيرة في السعودية، ويقصدها المتنزهون في كل عام للاستمتاع في موقع تاريخي وبيئي مميز، حيث تصب العديد من الأودية في الفيضة الشهيرة.
ويعد العام الحالي من الأعوام النادرة التي تكتسي فيها روضة السبلة حلة خضراء، بعد سلسلة أمطار غزيرة هطلت على فيضة السبلة، لترتدي سريعاً بساطاً أخضر يانعاً.