عيد الأضحى عند أهل الرياض والمناطق المحيطة بها يُعرف قديماً بـ”عيد اللحم”، وذلك لأنه عيد يتم فيه ذبح الأضاحي وأكل لحمها خلال أيام العيد الأربعة. تحضيراً لهذا العيد، كان الرجال يتوجهون قبل العيد بعدة أيام إلى “سوق الغنم” الشهيرة جنوب مدينة الرياض لشراء الأغنام أو الإبل، حيث يقومون باختيار الأضحية السليمة، ومن ثم ينقلونها إلى منزل أو مزرعة العائلة. في حال عدم توفر مساحة كافية في المنزل، يتم وضع الأضاحي عند قريب أو جار يمتلك منزلاً أو مزرعة بها حوش للغنم، ويضعون معها “علف” لتغذيتها استعداداً للتضحية صباح العيد.
استعدادات ما قبل العيد:
قبل حلول العيد بعدة أيام، يتوجه الرجال إلى سوق الغنم لشراء الأضاحي المناسبة، حيث يُراعى اختيار الأغنام أو الإبل السليمة. وعند عدم توفر مساحة كافية في المنازل، يتم التعاون بين الجيران والأقارب لإيواء الأضاحي في حوش مناسب. يتم توفير العلف للأضاحي لضمان تغذيتها الجيدة حتى وقت الذبح.
اما عن الذبح في صباح العيد، تكون أغراض الذبح متوفره. تجتمع الأسرة بأكملها، رجالا ونساء، حيث يقوم كبار رجال الأسرة بذبح الأضاحي بمساعدة الأبناء الذكور في عملية الذبح وسلخ الجلود. من العرف لديهم أن صاحب الأضحية يكون متواجداً عند أضحيته أثناء الذبح، وحتى النساء يشاركن بوضع أيديهن على الأضحية أثناء الذبح كنوع من المشاركة.
إعداد الطعام :
بعد الذبح، يتعاون أفراد الأسرة في مهمة الطهو. يتم إشعال النار لحسحسة رأس وكراعين “مقادم” الأضحية وتقطيع بعض من اللحم لأعداد الحميس والكبدة، بينما تقوم نساء الأسرة بإعداد أرغفة الخبز على التنور و القرصان الغير مطبوخة وتسمى ” الشلف ” و يُقدم مع الخبز لناوله مع المرق ” الحساء” المعدة من اللحم والخضراوات المطبوخة، تُقدم هذه الأطباق على وجبة الإفطار والغداء ، مما يجعل فعالية محببة للأسرة بجميع الأعمار ومناسبة لتجمع الأسرة والاستمتاع بالوجبات التقليدية المحضرة بعناية.
توزيع اللحم :
معظم الأسر تقوم بتقسيم لحم الأضحية إلى أجزاء، جزء للبيت، جزء للأقارب، جزء للجيران، وجزء يتم تشريحه ووضع الملح عليه وتجفيفه لفترة يسمى “القفر” أو ” الشريح” وبعد تجفيفه لأسابيع، يتم طبخه مع أطباق تقليدية مثل المرقوق والقرصان.
عيد الأضحى في الرياض هو مناسبة تعكس روح التضحية والتعاون والتآزر بين أفراد الأسرة و المجتمع، وتبرز التقاليد العريقة التي تُحافظ عليها الأجيال المتعاقبة.
كتبه: عبدالعزيز بن سليمان الحسين