عاد لتوّه من رحلة علاجية خارج الوطن ناهزت العام، أجرى خلالها عدة عمليات جراحية ناجحة، نتج عنها بتر ذراعه اليسرى واستبداله بطرف صناعي إلكتروني، ليروي قصصاً ومواقف بطولية للجنود والضباط المرابطين بالحد الجنوبي؛ دفاعاً عن الوطن وصداً لاعتداءات وانقلاب المليشيات الحوثية باليمن.
وشارك المقدم ركن عبدالرحمن بن محمد الشواف آل مطلقة (40 عاماً) في عمليات “عاصفة الحزم” منذ انطلاقها في مارس 2015، وساهم في 24 معركة ضد المليشيات حسمها زملاؤه أبطال القوات البرية السعودية، لكنه تعرض لثلاث إصابات.
وأوضح الشواف بحسب صحيفة “سبق” أنه تعرض لإصابتين في معارك “الحثيرة” الحدودية ليلة عيد الأضحى من العام الماضي، الأولى في صدره إثر رصاصة قناص حوثي، والأخرى في مواجهة مباشرة وقوية بقنابل يدوية مع العدو، لكنه تعافى وعاد سريعاً لساحة المعارك.
وأضاف أن إصابته الأخيرة كانت في أحد أطرافه بعد تعرض كتيبته لهجوم مباغت من العدو بمنطقة جبل جحفان، وكان برفقته مرابطان شقيقان، استُشهد أحدهما فوراً وأُصيب الآخر، فقام بحمله لإنقاذه، لكنه (أي الشواف) فقد الوعي بسبب نزيف حاد ونُقل للمستشفى، معبراً عن أمله في العودة سريعاً لخطوط المواجهة.
وروى الشواف لمحة من مواقف وبطولات المرابطين بالحد الجنوبي، مشيراً إلى موقعة “أبو الرديف” التي شهدت 7 معارك، حيث بدأ الاشتباك في الصباح الباكر واستمر حتى المساء، وتقدم أبطال القوات السعودية على محورين، متجاوزين الألغام والقنابل المفخخة التي زرعها الحوثيون في جميع الطرقات، وقاموا بقتل عشرات الحوثيين وتأمين الموقع بالكامل.
ونوّه كذلك بمعركة “أم العود” التي امتدت لعدة جبهات، واستمرت 5 أيام، على خط مواجهة يبلغ طوله 20 كيلومتراً، وتنوعت الاشتباكات فيها مع المليشيات ما بين هجوم ودفاع وكمائن، قبل أن تفلح القوات السعودية في حسمها ودحر الانقلابيين وتكبيدهم خسائر فادحة.
وأشار إلى أنه شارك في عملية مشتركة للقوات السعودية واليمنية وطلب منه أحد زملائه المرابطين مرافقته في العملية، فرفض؛ نظراً لأن الهجوم داخل الأراضي اليمنية، لكنه وافق بعد إصرار، شريطة أن يسير زميله خلفه على مركبته؛ لخطورة الطريق المليء بالألغام، وبالفعل وقعا في لغم وانفجر في زميله وتوفي بعدها بيومين متأثراً بإصابته.