علق الكاتب فهد الأحمري على ظاهرة الحراس الشخصيين لبعض الأفراد غير المعروفين، مشيرا إلى أن وجود حراس شخصيين لأشخاص لا يستحقون ذلك يرسل رسالة سلبية مفادها أن هناك تمييزًا وتفضيلاً لبعض الأشخاص على حساب الآخرين، مما ينعكس سلبًا على الشعور بالأمان.
وقال خلال مقال له منشور في صحيفة الرياض بعنوان “الحراس الشخصيون.. مظاهر ومخاطر”: “ظاهرة الحراس الشخصيين لبعض الأفراد غير المعروفين هي ظاهرة مقلقة تسري في وطننا الآمن والمستقر، حيث نرى بعض الأشخاص الذين ليس لهم قيمة مجتمعية تذكر أو أهمية خاصة، يتباهون بوجود حراس شخصيين يرافقونهم في بعض تحركاتهم، هذه الظاهرة تشكل إساءة وانتهاكًا للأمن والاستقرار الذي نعتز به في مجتمعنا، والذي يعتبر من أكثر البلدان أمانًا على مستوى العالم”.
مؤشر ثقة المواطنين بخدمات الشرطة
وأوضح ، كما جاءت السعودية في المرتبة الأولى في “مؤشر ثقة المواطنين بخدمات الشرطة”، وهو مؤشر يقيس الثقة الشعبية بالضبط الأمني وفاعليته في فرض النظام والأمن، وبالتالي فإن هذا الإجراء الذي نشاهده من البعض يوحي للآخرين بتناقض ويرفع قلق المستثمرين القادمين إلى بلدنا ويعطي مؤشر سلبي للسياح الذين يراقبون التقارير الدولية والمقاطع المحلية في هذا الشأن من خلال وسائل التواصل الاجتماعية”.
إبراز الذات بطرق غير مقبولة
واستكمل، هؤلاء الأشخاص الذين ليس لهم أي قيمة أو نفوذ يقومون باستغلال هذه الظاهرة لإظهار أنفسهم على أنهم ذوو أهمية وامتياز، محاولين بذلك جذب الانتباه إليهم وإضفاء نوع من الهيبة والرهبة على شخصياتهم وهو سلوك يعكس ضعف الشخصية والحاجة إلى إبراز الذات بطرق غير مقبولة اجتماعيًا وقد تسيء إلى مظهرنا الأمني كما سلف.
خطر على الأمن الاجتماعي
وواصل، إن انتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا يشكل خطرًا على الأمن الاجتماعي والسلم العام، حيث تخلق جوًا من عدم الثقة والشك بين أفراد المجتمع المحلي والعالمي تجاه وطننا، فوجود حراس شخصيين لأشخاص لا يستحقون ذلك يرسل رسالة سلبية مفادها أن هناك تمييزًا وتفضيلاً لبعض الأشخاص على حساب الآخرين، مما ينعكس سلبًا على الشعور بالأمان.
وتابع، بالتالي فهو يشكل انحرافًا خطيرًا عن القيم والمبادئ التي نؤمن بها في مجتمعنا الآمن، فالمساواة بين جميع المواطنين والشعور بالأمان والانتماء للوطن هي من أهم الركائز التي ينبغي الحفاظ عليها.
الحل الأمثل
وأضاف، إن الحل الأمثل لهذه الظاهرة يكمن في تكاتف الجهود المجتمعية والحكومية لنبذ هذا السلوك غير المقبول والعمل على تأكيد مبادئ الأمن لجميع سكان الوطن وزواره في كل زمان ومكان على بقعة هذا الوطن. وعلينا جميعًا أن نسعى إلى تعزيز قيم الانتماء والمواطنة الصالحة، والحفاظ على الأمن والاستقرار الذي نعتز به في وطننا الآمن.
المخاطر الأمنية
وأشار إلى أن هذا السلوك قد ينطوي على بعض المخاطر الأمنية، حيث قد يتم استغلال هؤلاء الحراس الشخصيين لأغراض عنف أو لترويع المواطنين والإساءة إليهم، وهو ما ينذر باهتزاز الأمن والطمأنينة التي تعتبر من أهم الركائز التي يجب المحافظة عليها في مجتمعنا.
واختتم قائلا، لذلك، يتعين علينا جميعًا، سواء على المستوى الحكومي أو المجتمعي، العمل على محاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها بشكل حاسم ويجب تكثيف الجهود التوعوية والرقابية لضمان التطبيق الفعلي لمبادئ تساوي الجميع تحت مظلة آمنة موحدة، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة والانتماء للوطن الآمن الذي نفتخر به ويشيد ويشهد بمستواه الآمن الفريد كل منصف أقام بيننا أو زار وطننا.