أولت “تحديات تنوين” الفائزة لهذا العام والتي ينظمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)؛ عناية فائقة في جوانب البيئة والأزياء المستدامة والأثاث وكل ما يسهم في زيادة مستوى الوعي الاستهلاكي العام لتقليل تأثير العديد من الظواهر على البيئة، وجاء ذلك خلال الإعلان عن الفائزين مساء يوم السبت إذ نالت 4 مشاريع عن :تحدي تصميم الجرافيك، تحدي تصميم الأثاث، تحدي تصميم الأزياء وتحدي تصميم الجناح، المراتب الأولى من بين 21 مشروعًا تقدموا لـ “تحديات تنوين”.
المشاريع الفائزة
وأعلنت لجنة التحكيم عن فوز المشاريع بعد تحقيق المعايير والاشتراطات التي أقرتها لجنة دولية مكّونة من خبراء محليين ودوليين، إذ ظفر مشروع يبحث العلاقة بين أعداد الوفيات وظاهرة التلوث الهوائي عن تحدي تصميم الجرافيك، الذي يبرز مدى الاتصال المرئي في زيادة الوعي حول أنماط الاستهلاك وتأثيرها على كوكب الأرض بكافة عناصره عبر تحويل البيئات المعقدة إلى تجارب تفاعلية، فيما عبّر تحدي تصميم الجناح عن كيفية تفكيك المطار ضمن مدرسة العمارة التفكيكية إذ بادر المصممون له بتجريد مسارات الحركة المتعددة داخل المطارات من حركة الأشخاص وصولًا إلى حركة الطائرات؛ بهدف نقل تجربة الحركة داخل المطار لكافة الزوّار ومما يبدو لافتًا أن الجناح مصنوع من المخلفات الصناعية ويصب في إعادة التفكير بين الموارد والبيئة.
حقيبة ملحية وتعايش بيئي
وفي تحدي تصميم الأثاث استحوذ مشروع تتبلور فكرته حول تصميم أثاث خارجي يسّهل التعايش بين المخلوقات باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والمواد التي تعتمد على المخلفات المحلية، فكان داخل التصميم مقعد مستلهم من الطبيعة وقادر على توفير العديد من الخصائص سواء للحيوانات الأليفة والنباتات؛ بهدف تعزيز التعايش بين البشر والمخلوقات الأخرى في الأماكن العامة، ولتصميم تحدي الأزياء حكاية مغايرة إذ استمد المشروع عناصره من بحر الخليج العربي عبر ابتكار حقيبة مستدامة باستخدام ملح البحر وجلد السمك، متطلعين خلال رحلة تصميمهم إلى صُنع حقيبة قابلة للتحلل تنبض بنقاء البحر وجماله، حيث يرى القائمون على التصميم بأن عالم الأزياء يواجه تحديات تدور حول ارتفاع مستوى الإنتاج والاستهلاك ما يؤثر على المستوى الثقافي العام، فخلال التحدي بحسب وصف المصممون له هناك محاولات لحل تلك المعضلة عبر تقديم مواد حيوية حديثة إلى عالم الأزياء المحلي وذلك للإجابة على سؤال :”كيف يمكن للأزياء أن تكون صديقة للبيئة مع تحقيق الاستدامة الثقافية؟، وفقًا لتعبيرهم.
من جانبه، وجّه مطور البرامج الإبداعية في المركز سلطان البدران لكافة المشاركين في التحديات لهذا العام، التقدير نظير جهودهم طيلة فترة التدريب والتحكيم، وأوضح بأن تحديات تنوين ما هي إلا استكمال لدور إثراء المتمثل في تحفيز واكتشاف المواهب والقدرات، إزاء دعم العملية الإبداعية بكافة قطاعاتها، وفي لحظات ترقّب إعلان المشاريع الفائزة في التحديات لم نلمس فوارق بين إبداعات المتقدمين كافة، لذلك يمكننا القول بأن الوصول إلى المرحلة الأخيرة والصعود لسُلّم المنافسات هو الفوز بحد ذاته، فالجميع أبدع وابتكر واستلهم، قائلًا :”التصاميم التي حظيت بالفوز ستكون وسائل فاعلة بأداء متميز وتصميم لافت وسيتمكن كل مشروع من الانطلاق بعد أن اجتاز مراحل في إثراء سواء التدريب والتأهيل والتحكيم فجميعها كانت بإشراف خبراء محليين وعالميين، إلى جانب شراكات عالمية مع مؤسسات مختصة في مجال التصاميم”.