وعادت أيام الدراسة والعلم والمعرفة، فلذات الأكباد وكنوز القلب ،أحبابنا الصغار الذين يستعدون لأول مرة لبدء معترك الحياة ، كم الايام والسنين ونحن ننتظر هذه اللحظات للانضمام لمقاعد الدراسة في مرحلة رياض الأطفال والصف الاول الابتدائي ، او الانطلاق في الصفوف العليا،
هي لحظات مؤثرة للوالدين ونحن نقص شريط الانطلاقة لآمالنا القادمة للطموح لتحقيق ماعجزنا عن تحقيقه نحن الاباء ،، وهي كذلك مرحلة شاقة ومخيفة للأطفال الصغار الذين يبداون ويتركون دفئ واحضان الأسرة والوالدين والإخوان ويبدأون مرحلة التعرف إلى بيئة جديدة والاندماج فيها وفي مبانيها الجديدة، ومرافقها الجميلة وإلى جو جديد إلى معلمين او معلمات أول مرة يقابلونهم ، وتتعدد امامه الشخصيات والاقران والاصدقاء ، ينتقل من جو البيت الممتع الذي يمارس حريته بين ابتسامات ودلال اسرته ، فينتقل إلى بيئة تريد منه أن تعلمه الانضباط وقوانينها الخاصة ، وتهيء جيل قادم طموح وصالح لحمل الامانة وحتى نترجل عن صهوة الجياد وفلذات الأكباد يأخذون الامانة ، ومن فضل الله علينا في بلاد الخير وهذا الوطن العظيم الذي قدم كل الإمكانيات وذللت السبل لتحقيق هذه الرؤية والطموح وقد هيأت وسنت وزارة التعليم سُنة تربوية حسنة بأن تجعل أول أسبوع دراسي أسبوع تمهيدي ( تهيئة) وهي تشبه المرحلة الانتقالية من جو البيت على اختلاف بيئات الاسر إلى بيئة تعلم قوانين أسرة المدرسة والفصل الذي رئيسه المعلم او المعلمة وإلى زملاء الدرس ، ولكي يسهل على الطفل هذا الجو الجديد هو دور الوالدين العظيم بأن يبدأوا يحكون لصغيرهم عن بيئة المدرسة وأن يبدأ يعتمد على نفسه ويحافظ على حقيبته وأدواته وطعامه وأن يتعلم فنون الاستئذان وفنون التعامل مع من هم اكبر منه ، ويبتعد الوالدين عن الطلطلة ورفع الحزام الأمني عن الطفل حتى يخوض برمجة الحياة على ايادي مختصة ،
ومن خبرتي التعليمية فإن الأب والأم لهم دور عظيم في تهيئة أطفالهم بشكل مباشر وايجابي بالتمهيد البسيط عن جو المدرسة والمعلم والزملاء وعن جمال الاسبوع الاول وحصص الرياضة وما شابه ذلك ثم قبل أن ينتهي الأسبوع الاول يبدأ الحديث عن الكتب والدراسة الجادة وانهم اصبحوا كبار يعتمدون على نفسهم وبدأو مشوار الحياة في اول درجاته .
قد يكون الوالدان بعض الاحيان يعيقون سرعة تاقلم اطفالهم مع المدرسة عندما يبدون عاطفة كبيرة ويهندلون الطفل ، ولا يمنعوا ملعقة الحنان والدلال من فمه ،
ويكون الوالدان هم الذين يحتاجوا ان يتعلموا اولاً عن فك التعلق وانضباط عواطفهم الابوية تجاه الفارس القادم حتى يستطيع الطفل ان يمر بمرحلة الانفصال الدراسي بسلام.
وكذلك يمكن للولدين ان يستعينوا بمشاهدة افلام عن المدرسة وان التعليم مهم في حياة الانسان وهو من صنع العظماء الذين يعرفهم الطفل ،وعمل برنامج مناسب لمتابعة الابناء ، والبرامج والقنوات الهادفة التي تثري عقله ؛ ومعرفة ماذا يشاهدون وماذا يتابعون وماهو الأثر الذي نطمح أن نراه على سلوك اولادنا أسال الله العون للجميع على حمل هذه المسؤلية العظيمة والقيام بدور ايجابي تجاة ورود وأشبال اليوم بناة وقادة المستقبل ،
فلنستعد ومن اللحظات الأولى لجعل الطفل هو من يعتمد على نفسه ونجهزه لخوض التجربة بروح التفاؤل والسعادة
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
المستشار
مشبب ناصر المقبل
شعف لجوان
المشاهدات : 44019
التعليقات: 0