أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، عن الأعمال المسرحية الفائزة بمسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة والتي نظمها المركز على مدى 6 أيام بدءًا من 12 -16 أغسطس 2024 على مسرح معرض الطاقة، وذلك بعد أن استطاع الفائزون اجتياز مراحل التدريب والتأهيل في المركز والوصول إلى مرحلة التحيكم، على أيدي خبراء مختصين، لتصب في بناء مجتمع مسرحي قادر على تحقيق معيار التنافسية عبر تطوير الأعمال من حيث جودتها وتوفير منصة للمشاركين للانطلاق بأعمالهم المهنية وترجمتها إلى أعمال فعلية.
وكشف مركز “إثراء” بأن الهدف من المسابقة يتبلور حول تمكين المواهب المحلية وإثراء المحتوى المسرحي، لتكون أكثر تأثيرًا على المسرح السعودي الذي بات يشهد تطورات ملحوظة ويسهم في تعزيز قدرات الناشئين في مجالات المسرح.
وفي هذا الصدد كشفت مديرة البرامج في (إثراء) نورة الزامل؛ بأن نتائج الفائزين وترشيحات الأعمال جاءت بناءً على مناقشات لجنة تحكيم محلية وعربية وفقًا لمعايير محددة تعتمد على بناء النص والعناصر المتكاملة والدور الرئيسي والإضاءة المسرحية والصوت المؤثر والديكور، إلى جانب عناصر أخرى ذات تأثير مباشر على فاعلية الأعمال وجاذبيتها.
وأضافت “الزامل” بأن المسابقة قد شهدت عرض العديد من الأعمال التي خضعت لتقييم الجمهور ومن ذلك؛ مسرحية “القمقم” ومسرحية “قد تطول الحكاية” ومسرحية “الانتصار أو الموت” ومسرحية “عصف” وغيرها من الأعمال الواعدة.
وتضمنت النتائج النهائية فوز مسرحية “القمقم” كأفضل نص مسرحي، فيما ظفرت مسرحية “قد تطول الحكاية” بجائزة أفضل تهيئة نص، أما جائزة أفضل ممثل دور رئيسي فقد ذهبت إلى الممثل “حسين يوسف” عن مسرحية “القمقم”، وعن أفضل ممثل دور ثانوي استطاع الفنان “ناصر العبد الواحد” الحصول على اللقب، أما عن جائزة أفضل ممثلة دور رئيسي فقد تقاسمتها كل من “آمال الرمضان” و”فاطمة الجشي”، وعن لقب أفضل دور ثانوي فقد كان حصادها لكلٍ من “سوسن آل إدريس” و”إلهام علوي”.
كما تابع المشاركون إعلان النتائج وسط حضور لافت وتفاعل من مختلف الشرائح المسرحية المشاركة، إذ حظي المشارك “عادل القطان” بجائزة أفضل تصميم إضاءة مسرحية، ونال “معاذ الرفاعي” جائزة أفضل أزياء مسرحية، فيما تمكن المخرج “يوسف الحربي” من نيل جائزة أفضل إخراج مسرحي، وفي جائزة أفضل تصميم صوت استطاع المشارك “عبد العزيز الأسود” الحصول على اللقب، بينما تقدمت مسرحية “القمقم” بحصدها جائزة أفضل ديكور، ونالت المسرحية ذاتها جائزة أفضل عرض متكامل، فيما حالف الحظ مسرحية “قد تطول الحكاية” لتفوز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وحول ذلك كشف رئيس لجنة التحكيم “سامي الجمعان” بأن المسابقة تواكب تطلعات المرحلة الحالية والمستقبلية لواقع الأعمال المسرحية، وذلك بالتوازي مع النشاط المميز الذي يمر به القطاع الثقافي بصورة عامة، مضيفًا بأن النسخة الحالية اختلفت من حيث التطور الكلي عن سابقاتها وذلك وفقًا للأعمال المقدمة، على أن يتفق ذلك مع المعايير التي تحقق التكامل في النص للدخول في مرحلة فرز الأعمال المشاركة، ويتم اختيار من 8 إلى 10 مشاركات متميزة تتابعها لجنة التحكيم لخوض غمار المنافسة.
وأضاف “الجمعان” بأن هناك تطورًا ملحوظًا في العمل المسرحي المحلي، حيث تتسم المشاركات السعودية بتنافسيتها، ومما اسهم في زيادة هذه التنافسية هو وجود مركز “إثراء” الذي ضاعف فرص المشاركة. ويمكننا وصف “مسابقة إثراء المسرحيات القصيرة” بأنها حالة تطويرية مستمرة.
من جانب آخر عبّر الفائزون عن التحولات التي تشهدها المسابقة ومدى دعمها لهم، مؤكدين بأن الفوز يأتي بعد مرحلة من المنافسة في الأعمال المقدمة، منوهين إلى أن المسابقة تشكل بطاقة عبور إلى منصات المسرح الكبيرة والمختلفة وإلى تشجيع مزيدٍ من المشاركات على المستويين المحلي والدولي.
الجدير بالذكر أن “مسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة” قد بدأت في عام 2021م وعلى مر السنوات اختبرت تغييرات ملحوظة في نوعية الأعمال المقدمة، إضافةً إلى ذلك أعادت إحياء روائع العديد من الأشكال المسرحية وفق ما يتناسب مع ذائقة الجمهور المستهدف، لتكون تلك الأعمال مختلفة عمّا سبق، واليوم تُقدم الإنتاجات بطرق متنوعة ومواكبة للذائقة البصرية والسمعية المعاصرة في أجواء فنية تبشر بكثيرٍ من التوسع والنجاح على مستوى الأعمال الفنية المسرحية السعودية.