تشهد أكثر من 30000مدرسة في المملكة العربية السعودية حراك كبير نحو تحقيق معايير الجودة وحوكمة الإجراءات التي تمارس في المدارس وصولا لمنتج جيد يتمثل في تدريس عالي وواعي ومحققا للابتكار .
هذا الحراك يقف خلفه هيئة وطنية متميزة اطلق عليها مسمى ( هيئة تقويم التعليم والتدريب )تأسست عام 1438هـ بقرار من مجلس الوزراء.
وطيلة تلك السنوات القليلة أنجزت الهيئة الكثير من العمل المميز حتى انها أصبحت اول جهة تعليمية في العالم يتم نقل تجربتها لأكثر من 80 دولة .
هذا الإنجاز لم يأت من فراغ بل من خلال عمل دؤوب ومنتج اثمر عنه اطلاق الكثير من الاختبارات الوطنية
( نافس)واستطلاعات رأي للوقوف على واقع الحال اسهم في معرفة الكثير من الجوانب المؤثرة في النظام التعليمي , وأوجدت مقاييس لترتيب المدارس وفق معايير محددة اسهم في زيادة التنافسية الإيجابية بين المدارس وكشف مكامن الخلل إن وجدت.
ورغم هذا الزخم الهائل من البرامج والمبادرات والمفاييس لم يكن ولي امر الطالب والطالبة غا ئب عن هذا الحراك الذي تقوم به الهيئة بل أن التواصل مفتوح على مصراعيه امامهم للأدلاء بآرائهم وتتبع رحلة أبنائهم في المراحل المتعددة للتعليم عبر قنوات اوجدتها الهيئة ايمانا منها بشراكة الأسرة ودورها الهام في رسم طريق النجاح لأبنائهم .
توجه الهيئة لاستقطاب أصحاب الخبرة والكفاءة من متقاعدي التعليم والجامعات أضاف لها بعد انساني وذكي في استثمار تلك الطاقات والخبرات الكبيرة للاستفادة منها في تشكيل الفرق التقويمية التي تقوم بزيارات مجدولة ومنظمة لشرائح متعددة من المدارس ما اضاف زخم من الخبرات لتلك المدارس لاسيما وأن أعضاء تلك الفرق لديهم من الخبرات والنضج ما يجعلهم مفيدين جدا لتلك المدارس وهذه الخطوة الرائعة من الهيئة جعلها رائدة في هذا المجال على مستوى المنظمات والهيئات في المملكة إذ اوجدت أيضا فرص رائعة للراغبين في العطاء وخدمة التعليم وفق تلك القنوات المتاحة .
لم يكن التدريب غائبا عن المشهد بل أنه تم ائجاد مسارا لتدريب أعضاء الهيئة والفرق المشكلة على مهارات الحوكمة ومؤشرات الأداء والكثير من مهارات التقويم وفق احدث الطرق المتبعة في العالم بهذا المجال
فاصبح من مهام الهيئة تقويم المراكز والمعاهد التدريبية واوجدت تصنيفات ومؤشرات تلتزم تلك المعاهد والمراكز في تطبيقها للوصول الى الأداء المتميز .
كل ما قلته أعلاه هو ليس من نسج الخيال او من باب تضخيم صور غير حقيقية بل هو من شاهد عيان لامس كل ذلك .
وهذا الشاهد هو كاتب هذه الاسطر فمن خلال عملي مديرا لمدرسة وخبرة 34عاما في خدمة التعليم وممارستي للتدريب لأعوام جاوزت ال15عاما جعلني المس مدى التغير الذي حصل في التعليم والتدريب وهو ما يبشر بمستقبل جدا رائع لتتحول تلك المدارس لمنارات اشعاع حقيقية وليس تنظيرية مع التوجه الأخير لوزارة التعليم في منحها المزيد من الصلاحيات ومساحات حرية تكفل لها ان تقوم بدورها دون ضغوط إدارية تعرقلها عن ممارسة عملها بسلاسة جيدة .
أتوقع ومن منظور شخصي ان تتحول مدارسنا في القريب العاجل الى فروع وزارة وستصبح مدارسنا مطابخ للفكر والتعليم ,وترسيخ القيم الإنسانية النبيلة وفي ضوء ذلك سترتفع معدلات الأداء للمعلمين بما يتوافق مع التوجه نحو الابداع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم / خالد بن محمد الفريجي
مدرب وكاتب سعودي