ستونَ عاماً من حياتي “فَلّةْ”
عبقتْ كما وردَّ الجنوبِ وفُلّةْ
فطفولتي كانت بأحضانِ الفُجا
عبقاً تفوحُ بِحُسنِ تلكَ الطّّلّة
ودراستي بدأت كاحلامِ المسا
نحو المضايا بين أكرمِ ثُلّة
للمعهدِ العلمي كان توجُهي
في صحبةٍ ، يازينها من شِلّة
وختامها ، أبها البهية لم تزل
تلكَ المساري – خافقي مُحتلّة
وختمتُها بالمسكِ ، ثم إلى رُبا
صبيا . وقد ملكتْ فؤادي كُلّه
بين الردائمِ كان لي بأبي حجر
صولاتُ أُسْدٍ ، يالها من حِلّة
خُتِمَ المطافُ فكان بين أحبتي
فمشى قِطاري في دروبِ المِلّة
مرّت عقودٌ عاطراتٌ بالشّذا
كالقِلصِ ، من صافي المحبةِ هَلّه
جاءَ التقاعدُ بعد خمسينٍ مضت
في العلمِ والتعليمِ مرّت قِلّة
غادرتُ أحبابي ، فحدثني الهوى
همساً يتمتمُ ، من يفارقُ خِلَّه
فلقد أنختُ الرّحْلَ حتى أهتني
بسعادةٍ . كي لا تكون مُملَّة
بين البحورِ مُنقباً لبلاغةٍ
تسمو وتخلو من حروفِ العِلّة
فصنعتُ شعراً كالجمانِ مُنضداً
بالفلّ ينسجُ . ما به من زلَّة
هي خربشاتٌ من هوى متقاعدٍ
تُهدى . ولو في وزنها مُختلّة
بين النسيمِ مع الصباحِ تَشُدّني
نَغَماتُ عصفورٍ ونفحةُ دلّة
ابو طلال محمد الحكمي-جازان