في حياتنا، نواجه أحيانًا متطلبات لا تتاح لنا بسهولة. البعض يلجأ إلى طلبها دون عناء، فيكون موقفه موقف الطالب لا الساعي، وهنا يظهر الفارق الجوهري. فالسعي، وإن كان مليئًا بالتحديات، يحمل في ذاته لذة خاصة لا يجدها من يكتفي بالطلب. الساعي يستشعر كل خطوة في رحلته، إذ ينبع حراكه من إصرار وعزيمة، بينما الطلب غالبًا ما يكون مجرد انتظار دون جهد حقيقي.
لو نظرنا إلى مفهوم السعي بشكل أعمق، سنجد أنه يرتبط بالاهتمام الحقيقي. الساعي لا يكتفي بالتمني، بل يسخر كل طاقاته ليحقق هدفه، مقدرًا كل جهد يُبذل في سبيله. في المقابل، من يكتفي بالطلب قد يفقد حماسه سريعًا إن لم يُلبَّ طلبه فورًا، فيتلاشى لديه الشعور بقيمة ما كان يسعى إليه.
نأخذ مثالًا من واقع الحياة: الوظيفة أو إنشاء مشروع. الشخص الذي يسعى لتحقيق هدفه، يدرك أن الأمر يتطلب جهدًا وتحديًا، لذا يتعلم من كل تجربة ويمضي قدمًا مهما كان الطريق صعبًا. بينما من يطلب هذه الأشياء دون جهد، غالبًا ما يشعر بالإحباط عند أول عقبة ويمل سريعًا.
جوهر السعي يكمن في الرحلة نفسها؛ في كل خطوة تُتخذ، في كل تجربة تُعاش. هذه الرحلة هي ما يضفي قيمة حقيقية على النتيجة النهائية. أما من يطلب دون جهد، فيجد أن ما يحصل عليه بلا عناء يفقد بريقه بسرعة. هنا يتضح لنا أن السعي ليس مجرد وسيلة للوصول، بل هو الذي يجعل الوصول ذا قيمة.
بقلم/ سارة المطيري.
مقال جميل رائع ومفيد جدا