(أختلطت الاصوات وصوت الحق واحد)

صوت واحد حكيم أصيل ثابت لايتغيّر وعلى الصراط مسيّر وللحق مجيّر له ثوابت لاتهتز واركان لاتميل وبناء شيد بأيد ٍ أمينة وعلى قواعد متينه في وسط وتخوم المدينة وضع نواته وزرع بذرته النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى ووحي منه فقام البناء وعلا وبلغ أشده واستوى رغم المقاومة الشرسة لهذا المكون الجديد من المحيط الوثني القريب والبعيد فقامت الدولة الاسلامية في المدينة المنورة ونمت وترعرعت بقيادة المصطفى صلى الله عليه وسلم ورجاله الصحابة الكرام رضي الله عنهم وتكون جيشها منهم ذلك الجيش الذي صال وجال في ارجاء الجزيرة العربية رغم حداثة تكوينه وقلة عدده
وعتاده ففعل مالم يفعله جيش من قبل ودانت له القبايل العربية والحواضر والقرى قسرا اوصلحا او إتباع للدين الجديد والدخول فيه ومن ثم الانضمام لجيش الحق المجاهد في سبيل الله والداعي الي دين الله الحنيف وكان أحيانا يتكون من جيش عرمرم واحيانا سرية واحيانا عدة اشخاص وربما شخص واحد يكلفه النبي صلى الله عليه وسلم بمهمة قتل عدو لقطع دابره وإتقاء شره وقد حدث ضد بعض زعماء يهود وبعض شرار العرب .
ثم جاء نصر الله والفتح وفتحت مكة وتحرر البيت الحرام من الوثنيين والاوثان بعد ثمانية اعوام من الكر والفر والمعارك الطاحنة فكانت العاقبة للمتقين والدين اليقين والحق المبين واستقام الامر لدولة الاسلام الفتية وصلب عودها وأشتد بقيادة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ثم إن الله تعالى أختار نبيه لجواره فتوفي النبي في يوم أشد مايكون على الاسلام وأهله وكاد العقد ينفرط لولا حفظ الله تعالى ثم حنكة جهابذة الصحابة رضي الله عنهم والذين بايعوا ابابكر الصديق رضي الله عنه والذي ابتلي بإرتداد أغلب القبايل العربية عن الدين بالكلية او بمنع اداء الزكاة فحاربهم جميعا ولم يفرق بين من ارتد كافرا وبين من فرّق بين الصلاة والزكاة وبعد معارك رهيبة واستشهاد الكثير من الصحابة عاد الناس الي الدين واستقرت الدولة وبدأت بالتفكير بالدعوة للدين بالمعروف اوبالرمح والسيف ثم توفي خليفة رسول الله وجاء الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ليتسنم الخلافة وليجيش الجيوش حتى وهو في صلاته رضي الله عنه فهدمت جيوشه عرش كسرى وفرق المجوس وأخمد نارهم التي يعبدونها حتى كانت اثر بعد عين وقد كانت اقوى قوة فوق الارض مع الامبراطورية البيزنطية الرومانية في القسطنطينة والتي استدارت اليها وجهة جيوش الاسلام ففعلت فيها الافاعيل وفتحت بلاد الشام وحرر بيت المقدس والذي سلم الروم مفتاحه لامير المؤمنين بنفسة عندما قدم من المدينة المنورة ليبارك الفتوحات ويستلم بيت المقدس بيده ثم استشهد رضي الله عنه على يد أحد من أوغر صدره وقض مضجعه تدمير إيوان كسرى والقضاء على أمبراطوريته
ذلك هو ابو لؤلوة المجوسي والذي يقدسونه الفرس الي الان رغم ادعاءهم الاسلام وهم منه براء فتولى الخلافة ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه والذي واصل الفتوحات ونشر الاسلام في ما دنى من الارض اوبعد ثم استشهد رضي الله عنه وهو صائم ويتلو القرآن الكريم على ايدي خوارج عصره فتولى الخلافة الخليفة الراشد الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه والذي نازعه الخلافة بعض الصحابة رضي الله عنهم اجمعين فوقعت بينهم حروب ومعارك مؤسفة ثم أنحصر النزاع بين الخليفة الراشد الرابع علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهم لمطالبة معاوية بدم عثمان وأصرار علي على تأجيل ذلك الي استقرار امور الدولة فوقعت معارك بينهما وحكموا محكمين فلم تأتي بنتيجة حاسمة حتى استشهد علي رضي الله عنه على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله تعالى فتولى الخلافة بعده ابنه الحسن والذي تعرض لمحاولات لاغتياله من قبل شيعة ابيه فتنازل عن الخلافة لمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما فاستقرت الاحول للدولة الاموية بالشام وأخذت بإستئناف الفتوحات ونشر الدين الإسلامي في اصقاع المعمورةثم توفي الخليفة معاوية بن ابي سفيان وقد اوصى بالخلافة من بعده لإبنه يزيد بن معاوية والذي لم يرتضيه بعض الصحابة إذ خرج الحسين بن علي رضي الله عنه الي الكوفة بدعوة من شيعة ابيه الذين أمّلوه بالخلافة ثم عند قدومه جابهوه بجيش قوامه من شيعة ابيه وفي النهاية قتلوه فكانت نهايته بسيوف ورماح من ادعوا حبه وحب ابيه والذين لازالت سلالاتهم تلطم وتصرخ وتعول حزنا على الحسين وهم من قتلوه صائما عطشانا رضي الله عنه وعن ابيه وامه واخيه وصلى الله وسلم على جده محمد بن عبدالله .
وقد اعلن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه نفسه خليفة للمسلمين في مكة المكرمة وبايعه خلق كثير ثم كانت نهايته على يد الحجاج بن يوسف الثقفي قائد جيش بني أمية والذي هدم الكعبة المشرفة بالمنجنيق وبهذا استتب الامر للدولة الاموية بالشام وقد واصلت الفتوحات ونشر الدين الاسلامي حتى وصلت جيوشهم الى وسط اوروبا غربا ووسط اسيا شرقا مع معاناتها من بعض الحركات والمناوشات من بني هاشم والذين يرون احقيتهم بالخلافة وقد تم لهم ذلك بعد مايربو على تسعين عاما من الحكم الاموي فقد قامت ثورة بني العباس واعلنوا خلافتهم في العراق وكان الخليفة ابو العباس السفاح اول الخلفاء العباسيين
فدانت البلاد الاسلامية لهم الا ماكان من صقر قريش عبد الرحمن الداخل والذي أفلت من ايدي العباسيين وهرب الي الاندلس فأقام بها دولة بني أمية هناك مستقلة بذاتها .
فواصلت الدولة العباسية الفتوحات وتوسيع رقعة الخلافة الاسلامية ونشر الدين في ماوصلوا اليه من ارض الله تعالى ووصلوا بالبلاد الي ازهى عصور الحضارة الاسلامية وتقدمها بشتى المجالات الدينية والدنيوية بالعلم والتأليف والثقافة والشعر والصناعة والزراعة والتجارة علما بانها هي كذلك لم تسلم من القلاقل والازمات والموآمرات من الداخل ومن الخارج وكان من ابرز فتن الداخل فتنة القرامطة الشيعية الاسماعيلية المتطرفة والتي هاجمت الحرم الشريف وقتلت الحجاج قتلا ذريعاوعاثت فيه فسادا يندا له الجبين واقتلعوا الحجر الاسود وذهبوا به الى مقر فتنتهم في بلاد هجر وقد هموا بأخذ مقام ابراهيم الا ان سندة البيت أخفوه عنهم ولم يعود الحجر الاسود الابعد٢٢ عامامن اقتلاعه .
وكانت جبهة الداخل أشر وأضر وأخطر ففضلا عن فتنة القرامطة جاء الخوف من المأمن إذ جاءت الخيانة والغدر والتآمر على الدولة من قبل وزيرها الاول الشيعي الخائن أبن العلقمي الذي سهل للعدو الخارجي المتمثل بجيوش التتار بقيادة هولاكو دخول بغداد وقتل الخليفة واستباحت البلاد وقتل الكثير من الناس حتى قيل بأن ماء النهر أحّمر لونه من دماء المسلمين وسارت الخيول فوق النهر على جسر من الكتب العلمية التي رميت فيه من قبل الغزاة والمتآمرين معهم فعم البلاء واشتدت وطأة الخيانة والغدر والتنكيل من قبل الخونة والغزاة على حد سواء وهوت بالهاوية أعظم دولة في تاريخ الاسلام بسبب الطائفة الشيعية المتطرفة التي نخرت في جسد الامة الاسلامية مسهلة للاعداء المتربصين من الخارج التتار والروم على حد سواء تنفيذ أطماعهم ولكل اطماعه وغاياته واهدافه وبذلك سقطت الدولة العباسية بمباركة المجرمين الخونة الاشرار وضعف وهوان الخلفاء .
وقد قامت على انقاضها الخلافة العثمانية التي واصلت الفتوحات في أوروبا وفتحت على يد الخليفة محمد الفاتح مدينة القسطنطينية حاضرة الامبراطورية الرومانية ومقر عرش هرقل الروم اذ لحق بعرش كسرى الذي سقط في بداية الفتوحات الاسلامية .
وغزا العثمانيون بلاد البلقان في اوروبا وفتحوا البانيا وبعض اراضي مملكة المجر وصربيا والبوسنة والهرسك وكثير من الاقاليم وكما حدث لسلفها الخلافة العباسية فقد تعرضت للفتن والقلاقل علاوة على المناوشات المستمرة مع اوروبا الصليبية مما انهك الدولة فترهلت وضعفت حتى عرفت بالرجل المريض ثم حدثت الحرب العالمية الاولى ودخلتهاالدولة العثمانية بجانب دول المحوربقيادة المانيا فهزمت دول المحور وانفرط عقدالدولة العثمانية وسقطت على ايدي ضباط اتراك ويهود يتزعمهم كمال اتاترك (ابو الترك) وتقاسمت دول الحلفاء المنتصرة ارث الدولة العثمانية من الأقاليم والدول المنضوية تحتها وأستعمرتها تلك الدول التي سميت بدول الاستعمار .
وبقي صوت الحق في الجزيرة العربية فقد بقي حراً شامخاً محتفظا بالبلاد حرة أبية عصية على الأعداء حامياً للوطن والمقدسات حارساً للدين والعروبة والفضيلة إنه صوت قادة المملكة العربية السعودية العظماء آل سعود وشعبها العربي المسلم الوفي النقي حافظ العهود والمواثيق فلم يدنسها الاستعمار ولم يؤثر على دينها وعروبتها الاشرار ولم يتعالا عليها الفجار وستبقى إن شاء الله تعالى بحفظه سبحانه مابقي الليل والنهار ، رغم انوف أصوات النشاز والكفار من دول و جماعات واحزاب واشرار أؤلئك الذين يعانون من عقدة النقص ومن الحقد على كل مايمت الي الاسلام النقي بصلة بداية من الخوارج والقرامطةومن ابن العلقمي ومذهبه البغيض الذي سنحت له الفرصة في قيام المذهب الشيعي الرافضي الاثني عشري وغيره الكثير ممن هم أقرب للكفر منهم للإيمان والتي تبنته بعض الدول جهلا وظلما وعدوانا وتسنمت حكمها الطائفة الشيعية وطوائف اخرى ضالة والذين يدعون حب آل البيت وهم من حبهم براء فهم كما يقال بالمثل يقتل القتيل ويشيع جنازته ومن هنا تعالت أصوات متعددة كلها جوفاء مرتجفه مرتعشة محشرجه تنطق بكلام متناقض غير مقبول ولاتتقبله العقول ومستحدث غير منقول أوله قتل ونهب وأوسطه دجل وكذب وأخره لطم وندب حتى جعلوا الامة أمة تضحك من جهلها الأمم فهم دعاة هدم وذل وعار لبلادهم وشعوبها فلله الامر من قبل ومن بعد .
اللهم أعز الله الاسلام السني الصحيح وأخذل اعداءه وادم على المملكة العربية السعودية أمنها وإيمانها ووفق قادتها لرضاك وأهدهم بهداك واصلح لهم دينهم ودنياهم وشعبهم
واصلح اولياء أمر المسلمين وشعوبهم في كل الدول التي تؤمن بك وبملائكتك وكتبك ورسلك وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج / ١٤٤٦/٤/٢٤ هه