عندما تكون سراجاً يضيء عتمة الآخرين فتبث أملاً وتحيي قلباً فثق تماماً أن انطفاء سراجك يوماً ما لن يكون النهاية ، بل ستكون أضفت عمراً آخر لعمرك وستنبعث هناك من جديد بطريقة أخرى في حياة الآخرين .
إن سيناريو حياتنا المعقد بكل تفاصيله يستمر إلى مالا نهاية باتحاده بآمال الآخرين وتطلعاتهم وابتساماتهم وتصحيح مسارات حياتهم ، فمن يحيا لنفسه سيحيا حياة قصيرة ومن يحيا لغيره ستحيا ذكراه وأعماله الصالحة من بعده.
لكن يجب علينا أن نضع موازنة عادلة بين النفس والغير فلا نجهد أنفسنا بطريقة لا نستطيع بها مواصلة المسير ، بل نشحذها بالجد والعمل على تطويرها ونمائها ، ففاقد الشيء لا يعطيه وعطاؤك سيقف عند حد معين بحسب مستوى قدراتك ، حيث أنه لابد من الاستزادة والنماء ليستمر ويتجدد العطاء إذاً فلنتزود لرحلتنا قدر استطاعتنا والبركة ستحل في زادنا كلما بذلنا منه للغير .
ومن هنا تأتي قيمة العمل التطوعي سواءً الفردي أو الجماعي فعندما نحيا للغير ونحب له ما نحب لأنفسنا ونبذل وسعنا في مساعدته بأعمال البر والخير ، ونتخلق بالإحسان والإيثار سنبني مجتمعاً مؤمناً قوياً متكاتفاً متبعاً لهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد سماه الله تعالى عظيماً ، فقال في محكم كتابه :{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4).
تحياتي؛
أ.صبا العلي
احسن الله إليك وبورك سعيك ومسعاك