الأحد, 22 جمادى الأول 1446 هجريا, 24 نوفمبر 2024 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الأحد, 22 جمادى الأول 1446هـ

الفجر
05:22 ص
الشروق
06:44 ص
الظهر
12:09 م
العصر
03:12 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م

الموجز الأخبار ي »»

المشاهدات : 6716
التعليقات: 0

قيود زجاجية

قيود زجاجية
https://www.alshaamal.com/?p=277741

هناك قيود تحرمنا من التقدم ويصاحبها الألم عند التخلص منها تزداد وتترك جرحاً ينزف.

قيد الزجاج، رغم أنه هش وقابل للكسر، فإنه في نفس الوقت قد يتسبب في جروح عميقة إذا تم التعامل معه بشكل خاطئ.
ولذلك، يمكن اعتبار “القيود الزجاجية” كحواجز نفسية أو اجتماعية تبدو غير مرئية أو غير ملموسة في ظاهرها، لكنها تسبب الألم والتقييد وبناء الحواجز بشكل كبير.

عندما تكون تلك القيود الزجاجية تحاصرنا وتمسكُ بنا من كل جانب تخيل إنسان مُكبل بقيود زجاجية كيف يمكنه فكها والتخلص منها دون حدوث ضرر لن يستطيع أن يخرج منها دون ترك أثر بعضها جرحها بسيط والبعض تترك جرحاً عميق جداً وأخرى تكون سبب في عدم بقائه على قيد الحياة وإن بقي سيشعر بالعجز والاضطراب النفسي لهذه الآلام النفسية والاجتماعية والضغوط التي فُرضت عليهم
وحدت من حريتهم وحركتهم والتعبير بشكل كامل عمّا يحدث بحياتهم كونت قيود تشبه الزجاج إذ يوحي بأنه قيد يبدو قويًا من الخارج، لكن في الواقع هو هش وسهل الكسر.

لنفرض قدمنا المساعدة ليتخلص من قيوده هل جميع القيود نستطيع إخراجهُ منها دون رغبته ومساعدته لنا في فك “رموز وشفرات ” تلك القيود الزجاجية هل سيفصح عنها ….؟
لا، لا يمكننا إخراج شخص من قيوده النفسية أو الاجتماعية بالكامل دون رغبته أو مساعدته.
الفصح عن القيود النفسية يتطلب بيئة آمنة وثقة عميقة. في البداية، قد يظل الشخص محتفظًا ببعض القيود أو “الرموز” في نفسه لأنه لا يشعر بالثقة أو الأمان الكافي للإفصاح عنها.

التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، وأي محاولة لفك أو تجاوز القيود الزجاجية دون موافقة أو تعاون الشخص نفسه ستكون غير فعّالة وربما تتسبب في مقاومة أو إحباط أكبر له. هذا النوع من التغيير يحتاج إلى إرادة وإدراك شخصي عميق.

علاوة على ذلك، بعض القيود قد تكون عميقة جدًا أو مؤلمة للغاية، وقد يتطلب الأمر وقتًا طويلاً حتى يبدأ الشخص في الحديث عنها. هذه القيود قد تكون مرتبطة بتجارب مؤلمة في الماضي، مثل الإيذاء النفسي أو العاطفي، والاعتراف بها يمكن أن يكون خطوة صعبة.

يمكننا مساعدته من خلال بناء ثقته بنفسه، الاستماع له بصدق، تقديم الدعم بدلاً من فرض الحلول للتغيير الفوري، الاحترام الكامل لمشاعره هو الذي يساعده على فك قيوده.

لم تكنّ الأوجاع الداخلية سهله على البشر، ولكن قابلوها بالنسيان بدل الحديث عنها والتفكير بها من أجل الشعور بالراحة وهدوء النفس رغم عجزهم عن إيقاف ضجيجها من وقت لآخر تعود فهي قيود يصعّب الفرار والنجاةُ منها.

هناك ألم يعلمنا الانضباط ونخرج منه أقوياء ناجحين مسؤولين عن قرارتنا ويعتمدُ علينا وتُحفظ كرامتنا وتسمو أنفسنا ونصبح ذو قيمة بنظرهم.

وهناك ألم الندم الذي هو عبارة عن أطنان متراكمة من العُقد واليأس والقهر والذل ونبذه عن مجتمعه.
هذا قد يعكس فكرة أن الشخص يشعر بقيود شديدة أو ضغوطًا قوية، ولكن في الحقيقة، إذا وجد القوة الداخلية أو الدعم المناسب، يمكنه التغلب عليها.
القيود هي تحديات داخلية وخارجيه تؤثر على قدرة الفرد على العيش بحرية وراحة.

القيود الزجاجية بحياتنا كثيره لا يمكن حصرها هن منها ما كان اجتماعيا وعاطفياً وفكرياً، ونفسياً، ومهنياً، وغيرها.

ما سأتحدث عنه هنا هو القيود الزجاجية من الناحية العاطفية والاجتماعية وليس بالتفصيل سأكتفي بالتحدث بشكل عام ومختصر.

القيود الاجتماعية الزجاجية قد تكون هذه القيود مرتبطة بالتوقعات التي يضعها المجتمع أو العائلة، مثل الحاجة إلى الالتزام بالقواعد أو المعايير الاجتماعية التي قد تكون غير مناسبة للفرد.
على الرغم من أن هذه القيود تبدو غير ملموسة في ظاهرها، إلا أنها قد تسبب شعورًا بالتقييد العاطفي والنفسي.

القيود الاجتماعية قد تأتي في شكل تمييز بناءً على الجنس، العرق، أو الطبقة الاجتماعية، وهي تقيد الشخص بطريقة غير مرئية لكنها مؤلمة.

أحيانًا تكون العلاقات العاطفية مثل “القيود الزجاجية”، حيث يكون الشخص عاطفيًا أو نفسيًا محاصرًا في علاقة سامة أو غير صحية. قد تكون هذه العلاقة هشة أو غير مرئية من الخارج، ولكن تأثيرها على الصحة النفسية يكون عميقًا.
بعض الأشخاص يعانون من “القيود الزجاجية” العاطفية عندما يحتفظون بمشاعرهم أو يخشون التعبير عن أنفسهم بسبب الخوف من الرفض أو الألم.
هذه القيود قد لا تكون واضحة للآخرين، لكنها تؤثر على العلاقة والمشاعر بشكل كبير تجاوزها يتطلب الوعي العميق بالنفس والعمل الجاد على تغيير الأفكار والمعتقدات التي تحد من إمكانيات الشخص.

والحصول على الدعم الاجتماعي والتوجه نحو تنمية الشخصية التي يمكن أن تساعد في الشفاء من هذه القيود وتحقيق حياة أكثر سعادة وإشباعًا.
التحرر من القيود الزجاجية يتطلب إرادة ورغبة من الشخص نفسه.
لا يمكننا فرض ذلك عليه، ولكن يمكننا دعمهم وتوفير بيئة آمنة ومحفزة تمكنهم من التعرف على تلك القيود والعمل على فك رموزها تدريجيًا.
التغيير يحتاج إلى الوقت والصبر، والأهم من ذلك، إرادة الشخص نفسه في التحرر.

تبقى القيود الزجاجية جزءً من التجربة البشرية رغم قسوتها واختلاف القيد في شدته التي قد تخف أو تزيد، فإنها لن تختفي تمامًا.
لكن يبقى الأمل في التجدد والتعافي، في قدرة الإنسان على الشفاء، والتخلص من القيود والقدرة على العودة من أعمق الحفر التي يمر بها.

وفي النهاية، سوف تدركون يوماً ما أن أشد القيود وأثقلها على البشرية بأكملها ليست القيود التي صنعت من حديد وليست تلك الجدران التي باتت سجناً لنا، بل قيودنا العاطفية والاجتماعية والأفكار الخاطئة التي بعقولنا

بقلم : نور المالكي
مكة
1446/5/22هجري

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>