حين يبلغ الانسان مستوى عالي من الإدراك والوعي تنضجه التجارب ويستخلص منها الدروس ويفهم الرسائل من كل أزمة قد مرّ بها ويتعلّم من كل سقطة تعثر بها سيصل في مرحلة ما من العمر إلى مرحلة ملكية عنوانها السلام الداخلي التام والتصالح مع الذات والرضا المستقر في أعماق القلب بكل إقتناع
لن يهتم لأي مؤثرات خارجيه تكدّر صفوه ولن يتأثر بآراء الآخرين عنه ولا بالصورة التي يضعونه في إطارها
سيكون أكثر ثقة بذاته وإقبالاً على أهدافه .
سيضع حدوداً تحميه ولايقبل بأن تنتهك حقوقه تحت أي شعار
تراه معطاءً لكن ليس إلى حد الإسراف في العطاء .
متسامحاً ولكن ليس إلى حد التهاون والسذاجه .
متواضعاً ولكن ليس إلى حد التذلل والخضوع .
لاينقصه ذم ولا يزيده مديح لايستفزّه النقد ولاتربكه سوء الظنون .
يعلم حقيقة نفسه ويسعى إلى إصلاح عيوبه منشغلاً بها عن مالايخصه في شؤون الآخرين .
يرسم له طريقا يراه بكامل الوضوح ويكمل مسيرته دون أن يبالي بالعوائق .
سينعم حينها براحة البال وسيعيش بهدوء منسجماً بها مع ذاته ومع كل مافي الحياة .
فلترفع إستحقاقك عزيزي القارئ وتتوّج حياتك بهذه المرحلة الملكية .
فاطمة الحربي
الدوادمي
1446/5/30