تقلبات المزاج حالة صعبة تجعلنا
نتمنى الهروب.
في كل مرة يتقلب مزاجي لا أعلم
إلى أين أهرب.
حقاً لا أعلم أين أذهب، وإلى من أذهب،
وأي إتجاه أسلك.
في كل مرةً يتقلب مزاجي أقف حائرة.
في كل مرةً أرى نفسي متقلبة أكاد
لا أعرف من أنا.
كأنني بوسط صحراء كل طرقها واتجاهاتها متشابهة لا يميزها أي معالم.
أريد الهروب وبشدة من كل شيء يؤلمني.
أريد الهروب من عالمي عندما تتعثر
خطواتي وتكون روحي تائهة.
أريد الهروب إلى مكان أستعيد
فيه هدوء روحي المتعبة.
أريد الهروب إلى مكان لا يراني به أحداً
حتى أستطيع محادثة نفسي.
أريد الهروب وأن أترك دموعي
تتحدث عني في بعض الأوقات.
أريد أن أهرب وأبكي وأخرج ما بداخلي بعيداً
عن أعين الآخرين حتى لا يشاهد أحد ضعفي.
أريد أن أهرب وأحمل معي كل ذكريات سيئة، وكل شيء مررت به وأفقدني سعادتي وراحة بالي.
أريد الهروب بأوقات كثيرة حتى من نفسي
التي لا أعرفها أحياناً .
أريد الهروب من كل الأشياء المزعجة بداخلي .
أريد أن أعيد لقلبي طهارته التي خُلق عليها.
أريد الهروب وإخراج قلبي لأقوم بتنظيفه، وأداوي جروحه التي تنزف في كل مرةً يعتريني التعب.
أعمل جاهدة على ترك هذا القلب طاهراً، ولكن بكل مرّة أعيش خذلاناً وضغوطات تجعلني أعيد النظر وترتيب حياتي من جديد ولا أهتم، بل أريد أن أرد لكل منهم ما فعله تجاهي.
أريد الهروب حتى عندما أعود لعالمي
وأنا تعافيت تماماً مما أصابني.
أريد الهروب إلى عالم خالٍ من البشر حتى أتخلص من الطاقة السلبية بالحديث أو بالتأمل بما حولي من سماء وأرض وجبال ومن شجر.
كل شيء حتى المكان وهو فارغ أجد به شيئاً جميلاً وأتمنى الفراغ والهدوء والسكينة التي أشاهدها بالصحراء أو بالأماكن الفارغة أن تعم بداخلي.
أريد الهروب إلى الهدوء والسكينة
والطمأنينة من كل ما يؤلم قلبي
وروحي هو ما أتمناه الآن حقاً.
عندما أريد الهروب أتمنى إصطحاب
من يعيد لنفسي بهجتها، ومن تسعدني
كلماته، ومن وجهه يشع بالأمل عند رؤيته.
أريد الهروب إلى عالم خالٍ من النفاق
والكذب وزيف الأقنعة وكل شيء كان سيئاً.
أريد الهروب حقاً ليس فقط
من عالمي، بل حتى من نفسي.
أريد الهروب حقاً إلى العالم
الذي أنتمي إليه ويشبهني.
أريد الهروب إلى عالم يفيض ويعم بالسلام
والسعادة والهدوء، والسكينة، والحب، والصدق.