كم هو جميل أن تعترف بالفضل، أن تبوح لمن كان سببًا في تغيرك بشعور الامتنان، أن تصوغ كلماتك بعناية لتليق بمن منحك من وقته وجهده، وسعى ليكون لك عونًا وسببًا لتنهض. الأجمل أن تمنحه مكانة خاصة في قلبك، تراها عنوانًا للمودة والاحترام، ثم تختار أن تُعلن ذلك أمام الجميع، ليعرفوا ما يمثله هذا الشخص بالنسبة لك. لكن أحيانًا، تأتي الرياح بما لا تشتهي المشاعر. ما توقعت أن يكون لحظة فرح يتحول إلى خيبة صامتة، وما انتظرته كابتسامة دافئة يصبح تجاهلًا باردًا. فتتساءل في أعماقك: كيف يمكن لأحد أن يغض الطرف عن مشاعر صادقة جاءت دون انتظار مقابل؟ كيف تُساء قراءة نواياك النقية وكأنها مغلفة بمصالح أو أهداف خفية؟ومع كل ذلك، يبقى السؤال الأصعب: كيف تتعامل مع هذا الموقف؟ هل تمضي وكأن شيئًا لم يحدث، مُحافظًا على صفائك الداخلي؟ أم تتغير وتضع حدودًا تُعيد صياغة العلاقة بشكل جديد؟ في النهاية، ربما يكون الصمت هو الخيار الأبلغ. ليس ضعفًا، بل حفاظًا على ما تبقى من طاقة قلبك. قد تختار أن تتراجع خطوة إلى الوراء، أن تُبقي مشاعرك بعيدًا عن محطات الخذلان، دون أن تفقد قدرتك على العطاء، ولكن مع يقظة تُجنبك تكرار الألم. هكذا، تترك الأمور تسير بطريقتها، وتودع أولئك الأشخاص في ذاكرتك بهدوء، متمنيًا لهم أن يختبروا يومًا عطاءً لا يُقابل بما يليق، ليعرفوا حينها كم هو موجع أن يُقابل النقاء بالصمت.
قلم/ سارة المطيري