“الكتاب باين من عنوانه” هو مثل عربي يُستخدم للتعبير عن أن الشخص أو لشيء يمكن فهمه أو التنبؤ به بناءً على مظهره أو بدايته.
بمعنى آخر، العنوان أو المظهر العام يعطي فكرة واضحة عن المحتوى أو الطبيعة الحقيقية للشيء أو الشخص.
هذا المثل القديم، الذي يتداول كثيرًا، يعبر عن فكرة أن الحكم على شيء بناءً على عنوانه قد يكون قاسيًا بعض الشيء، وليس من العدل إطلاق حكم بناءً عليه.
حتى العناوين تتفاوت في معانيها؛ فبعضها يعكس نصوصًا معقدة تحمل أفكارًا عميقة ورسائل مخفية، بينما يعكس البعض الآخر نصوصًا بسيطة وواضحة يسهل فهمها.
هناك عناوين جذابة ولكنها خاوية من الداخل، والعكس أيضًا: توجد عناوين باهتة غير ملفتة، لكنها تحمل خلفها معانٍ وأفكارًا عميقة.
إذن، من المهم ألا نقتصر على العنوان فقط، بل يجب أن نغوص في التفاصيل لفهم المعاني الحقيقية الكامنة وراء الكلمات.
فهناك سطور تخفي بين طياتها رموزًا وأسرارًا ومعانٍ خفية.
يفترض أن العنوان أو المظهر العام يكشف كل شيء عن الشخص أو الشيء، وهذا قد يكون ظالمًا أو غير دقيق .
في الواقع، كثيرًا ما تكون الأحكام السطحية مغلوطة أو غير عادلة، لأن الأشخاص أو الأشياء غالبًا ما تحتوي على جوانب متعددة لا يمكن تلخيصها من خلال مظهر أو عنوان واحد.
الحكم على الشخص أو الشيء بناءً على انطباع أولي قد يتجاهل معتقداته أو خلفياته العميقة. كما أن الحكم السريع بناءً على الظاهر قد يحرمنا من اكتشاف الأبعاد الخفية.
قد يخفي “الكتاب” الكثير من الأفكار أو القصص خلف “عنوانه”، ولذلك فإن التحليل أو الحكم السطحي قد يكون ناقصًا أو ظالمًا.
من غير العدل أيضًا الحكم على الأشخاص الذين نلتقي بهم أو نعيش معهم بناءً على موقف واحد، حيث إن هذا الحكم لا يعكس كل جوانب شخصياتهم.
قد تكون للمواقف ظروف وأسباب قد لا نعرفها، وربما لا يظهر الشخص في أفضل حالاته في لحظة معينة.
لذلك، من الأفضل أن نمنح الناس فرصة للتعبير عن أنفسهم في مختلف المواقف قبل أن نتسرع في الحكم عليهم.
العدالة تتطلب التعمق والبحث وراء الظواهر، وهذا هو التحدي الحقيقي في التعامل مع البشر والأمور.
نور المالكي