مع اقتراب العام الجديد، تبرز فرصة عظيمة لتحديد هدف يُغيّر حياتك ويقودك نحو السمو الروحي والاطمئنان الحقيقي. فما أعظم أن يكون هدفك لعام 2025 هو الانتقال من مسلم إلى مؤمن!
القرآن الكريم يُلفت أنظارنا إلى هذا التحول الجوهري في قوله تعالى: “قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم” (الحجرات: 14). الإسلام هو البداية، هو الامتثال الظاهري للشعائر والطاعات، لكنه لا يكتمل إلا بدخول الإيمان إلى القلب، حيث يصبح حب الله، والثقة به، والعيش وفق رضاه أساس الحياة.
لتحقيق هذه النقلة العظيمة، اجعل إخلاص النية لله محور كل عمل تقوم به. عش حياتك وأنت تدرك أن كل لحظة هي فرصة للتقرب منه، واطلب رضا الله في العلن والسر. تعمّق في عبادتك، فالصلاة ليست مجرد حركات، بل لقاء مع الله، والذكر ليس كلمات تُقال، بل حياة تُعاش. اقرأ القرآن بتدبر، وتأمل آياته وكأنها تخاطبك شخصيًا.
الإيمان أيضًا يظهر في أفعالك. عامل الناس بصدق ورحمة، واجعل الإحسان قاعدة تعاملاتك. كن صبورًا أمام المحن، شاكرًا في النعم، واثقًا أن كل ما يقدّره الله خير. اجتهد في مجاهدة نفسك، فلا تجعل شهواتك أو أهواءك تقودك، بل اجعل حب الله وطاعته هو مرشدك.
أن تكون مؤمنًا يعني أن تمتلئ حياتك باليقين والسكينة. ترى النعم الصغيرة كأنها هدايا عظيمة، وتواجه الصعوبات بقلب مطمئن لأنك تعلم أن الله معك. هذه النقلة ليست مجرد تحسين لما أنت عليه، بل هي انتقال إلى مستوى أسمى من الإنسانية والروحانية، حيث تصبح حياتك انعكاسًا حقيقيًا لعلاقتك بالله.
اجعل هذا العام بداية رحلة عظيمة نحو الإيمان، حيث لا تكتفي بظاهر الإسلام، بل تغرس حب الله في أعماق قلبك. حينها ستجد الطمأنينة التي تبحث عنها، وستصبح مصدر نور لكل من حولك.