في ظل التطور الكبير الذي نعيشه في هذا العصر، وكثرة وسائل التعليم والترفيه، والتوسع في مجالات التربية مقارنة بالماضي، يرى البعض أن التربية الآن أصبحت أسهل بكثير من السابق، وأن الأبناء أصبحوا في مأمن داخل بيوتهم ومع أجهزتهم التي توفر لهم الترفيه المناسب لمختلف الأعمار.
بعكس ما كان يحدث قديماً، حيث كانت وسائل الترفيه تقتصر على الخروج من المنزل واللعب مع الأصدقاء، الذين تختلف أخلاقهم باختلاف تربيتهم.
ومن وجهة نظر أخرى، يرى آخرون أن التربية الآن أصبحت تتطلب مجهودًا أكبر من الوالدين ورقابة شديدة على ما يشاهده الأبناء في الأجهزة التي بين أيديهم. فكما يُقال، أصبح العالم بين يدي ابنك. فإن كان الآباء قديمًا يخشون على أبنائهم من تأثير الأصدقاء، فالآن أصبحوا يخافون عليهم من الأصدقاء والغرباء أيضًا.
ومن زاوية محايدة، أرى أن التربية رسالة عظيمة وهادفة سواء في الماضي أو الحاضر. وأن الظروف المحيطة، سواء كانت أصدقاءً أو أجهزة، ليست إلا عوامل خارجية يُسخّرها العقل الإنساني إما بما ينفعه أو يضرّه.
فعلى المُربي دائمًا أن يركز على ما يزرعه في نفوس أبنائه من قيم ومبادئ وقناعات تكون بمثابة البوصلة التي تدلهم على أسس اختيار أصدقائهم أو استخدامهم للتقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.
يجب عليه أن يبني تربيتهم على الرقابة الذاتية التي تؤمن حمايتهم في حضوره أو غيابه، وأن يُنمّي فيهم الوعي لإيجابيات ومساوئ كل ما تتطلع إليه رغباتهم، سواء بهدف التعلم أو الترفيه أو التواصل الاجتماعي.
وقبل هذا كله، يسعى لأن يكون خير قدوة لهم، فالأفعال غالبًا ما تغني عن الكثير من التوجيه والكلام.
فاطمة الحربي
الدوادمي
1446/6/29